“التيار” يعلّق على مبادرة المعارضة
كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
عاد الملف الرئاسي الى الواجهة، مع خريطة الطريق التي قدّمتها قوى المعارضة لايجاد حل للشغور الرئاسي المستمر منذ تشرين الاول 2022، والتي ترتكز الى اقتراحين:اجراء مشاورات لا تتعدى الـ48 ساعة تليها جلسة مفتوحة، او عقد جلسة مفتوحة في مجلس النواب لانتخاب رئيس تتخللها مشاورات.
بعدها انتقلت المعارضة إلى طرح مبادرتها على الكتل النيابية، وبعد ان التقت “الاعتدال الوطني” و”لبنان الجديد” و”اللقاء الديمقراطي” و”لبنان القوي” و”المستقلين”، تستكمل اجتماعاتها الثلثاء مع “التكتل الوطني المستقل” وكتلة نواب صيدا مع نواب تغييريين بالاضافة الى آخرين مستقلين. كما تلتقي نواب الثنائي الشيعي يوم الجمعة في 19 تموز عند الحادية عشرة من قبل الظهر. فكيف ينظر التيار الوطني الحر الى المبادرة؟
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب غسان عطالله يؤكد لـ”المركزية” ان “المثل يقول: “خير ان تأتي متأخراً مِن ألا تأتي”. من الجيد ان المعارضة في النهاية طرحت مبادرة”.
وعمّا إذا كانت ستصل إلى نتيجة، يجيب: “طالما أننا نضع العراقيل، فلن نصل إلى أي مكان. كل منا يتحدّث لغة مختلفة. البعض يقول أن الهدف الأسمى يكمن في الوصول الى ملء الشغور وإعادة تكوين السلطة بشكل صحيح. لكن للوصول إلى هذا الهدف علينا ان نرفع من أمامه الشكليات والتفاصيل. لكن طالما أنه ما زال يقول بأن الاجتماع بعد او قبل جلسات الانتخاب، هل هو فعلاً يريد تحقيقه؟ هل عندما ندخل الى القاعة الكبيرة ونخرج للتشاور نكون قد حافظنا على الأعراف والدساتير، بينما إذا تشاورنا قبل الدخول الى القاعة نكون قد كسرناها؟ علينا ان نقول أمورا تجعل من يسمعنا يصدقنا وان ننظر بطريقة ايجابية الى الامور، ونرفع التفاصيل والشكليات وعندها نصل إلى نتيجة. لكن طالما أننا نضع عراقيل وشروطاً أتصور أننا ما زلنا نؤخر الامور ونترك الوضع على ما هو عليه، كل على طريقته”.
ويتابع عطالله: “عندما شعرت المعارضة ان هناك ضغطا كبيرا بما خص الحوار، وبأن الجميع يطالبهم به وأصبحت هناك حتى نقمة شعبية، بأن من غير المقبول البقاء دون القيام بأي تحرك والرفض دون تقديم اي شيء، قدموا هذه المبادرة. من جهة أعادوا الحديث نفسه، ومن جهة أخرى وضعوا بمكان ما لغماً متفجراً، فهم يرفضون حيناً ويقبلون أحياناً أخرى”.
ويعتبر عطالله ان “مَن قرر اليوم بعد سنتين القيام بمبادرة، لم يقم بذلك من تلقاء نفسه، بل تحت ضغط معين، داخلي ام خارجي لا يهم، لكن هناك جزء منه خارجيا لأن الجميع في الخارج يتحدث اللغة نفسها ويطلب من الافرقاء اللبنانيين الجلوس معاً للوصول الى حلّ، حتى الموفد البابوي بيترو بارولين تحدث في المنطق نفسه. في النهاية هناك متضرر وآخر غير متضرر. المتضرر هو من عليه ان يفتش عن الحل ووضع التفاصيل والشكليات جانباً كي يجد حلا، أما غير المتضرر فلا يهمه وينتظر الآخر حتى يأتي إليه. إنما برأينا الانتظار مضيعة للوقت وقد يضرّ ولا يفيد، لأن أي تأخير لن يقدّم او يؤخر، لأن اي تسوية قادمة لن تغير شيئاً في المعادلة. المعادلة الداخلية ستبقى على حالها، وإذا تمكنا من الوصول الى تفاهم معاً فهذا هو الامر الوحيد الذي سيمرر المرحلة وإلا فمهما حصل في الخارج لن يؤثر على الداخل”، مشيراً الى ان “تركيبة المجلس النيابي اليوم وطبيعته ليست سهلة لانتخاب رئيس، لهذا نقول إن اللقاء والتشاور ومدّ الجسور هو الحلّ الوحيد، وانتظار الخارج والتسويات الخارجية وما سيحدث بعد غزة من أي طرف كان ليس هو الحل. هذا هو الوضع بعد الانتخابات النيابية، لذلك على الاطراف الجلوس معاً للوصول الى قواسم مشتركة وايجاد الحل”.
ويضيف: “لا يمكن ان نقول بأننا سنجتمع في المجلس لكن لا نريد ان يدعو الرئيس بري. في النهاية هناك منطق وبري هو رئيس المجلس. يجب الا نتوقف عند التفاصيل والشكليات. هناك فراغ رئاسي مستمر منذ سنتين، وهذا هو الموضوع الاساس. الحل لملء الشغور يجب ان يتم بأي طريقة ما، وكل منا عليه ان يقدم من مكانه تنازلا معينا للوصول الى هذا الهدف “.
ويضيف: “ما الفرق بين ما قاله الرئيس بري وما طرحته المبادرة. الرئيس بري دعا الى حوار من يوم الى سبعة ايام في حين ان المعارضة طرحت 48 ساعة. هل إذا انتهت المشاورات بعد خمس ساعات وتوافقنا ما نفعله في الوقت المتبقي؟ ام إذا مضت الـ48 ساعة وبدأت تظهر الحلول هل نتوقف؟ الفكرة الاساسية هي انه يجب ان نقتنع بأن علينا الجلوس معاً والتحدث للوصول الى حلّ. من لا يريد فتح المجلس لأي سبب، فتح المجلس ومدّد لقائد الجيش، ولم يسأل عن فتح المجلس في ظلّ غياب الرئيس. نتمنى التوقف عن العرقلة وتضييع الوقت لأن الشعب يتضرر وكذلك البلد”.
ويختم: “رغم ذلك نتطلع بايجابية الى المبادرة، لكن نتمنى ألا تكون مفخخة بل تحمل نية ايجابية. هذه الاقتراحات نوافق عليها، ونوافق على الـ48 ساعة، ونجلس قبل الجلسة او بعدها، ليس لدينا سبب كي لا نوافق، لأن الهدف الاسمى يزيل كل الشكليات والتفاصيل”.