“الحزب” صابر.. ماذا لو فشلت واشنطن حيث نجحت طهران؟
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تبدو ايران ناجحة في مهمة لجم حزب الله، وهي بذلك تُثبت انها لا تريد توسع الحرب من قطاع غزة نحو لبنان. ولم يكن أدل على هذا القرار – وهو نتاج اتصالات بين طهران وواشنطن بعيدا من الاضواء – من المواقف التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “الهادئة والعقلانية” مساء الاربعاء، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”.
هو قال إنّ خسائر شمال إسرائيل أكثر مما هي خسائر الجنوب في المواجهة الدائرة، والسبب أنّ الجنوب “مهمل فلا سياحة فيه ولا مصانع ولا مشاريع ضخمة”. وإذ لفت الى وصول الغارات الإسرائيلية الى البقاع قال إنّ الرهان هو على “عض الأصابع”، وأنّ الأمر يحتاج الى “بعض الوقت كي يوقف العدو عدوانه وأن يُهزم ويعترف بفشله”.
في مقابل “صبر” نصرالله، الذي كما اسلفنا، يعكس عدم رغبة ايران بالحرب جنوبا… لا تبدو الولايات المتحدة، حتى الساعة، قادرة على ضبط حليفتها تل ابيب. اي ان ما نجحت فيه ايران، لم تتمكن بعد واشنطن، من تحقيقه.
في هذا الاطار، حذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف امس من أن حزب الله يقود لبنان إلى وضع خطير و”نتطلع إلى أن تحتكر الدولة اللبنانية السلاح ويكون حزب الله حزبا سياسيا”.
هذه المواقف تؤكد، وفق المصادر، ان ما يقوم به الحزب حتى اليوم، ومسألة “ضبط النفس” و”الصبر”، وضربات حزب الله المدروسة في الشمال الاسرائيلي، كلّها، غير كافية لردع اسرائيل عن الخيار العسكري لبنانيا. واشنطن غير متحمّسة البتة لحرب على لبنان وهي تسعى جاهدة الى منعها، تتابع المصادر، الا انها لم تتمكن بعد من اقناع ادارة بنيامين نتنياهو بذلك. على اي حال، جبل التباينات كبير بين الطرفين وهو آخذ بالارتفاع منذ 7 تشرين.
فقد اعتبرت ليف في حديث تلفزيوني ان “نحن لا نملي على أي طرف ما يجب فعله لكننا نرسل رسائل جادة” مشددة على ان “الحل الوحيد قيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل”… وهنا نقطة خلاف جوهرية بين الحليفين التاريخيين، ليس البيت الابيض قادرا بعد على ايجاد حل لها.
انطلاقا من هنا، والحال هذه، فإن السؤال عن مصير لبنان وأمنه مشروع. فماذا لو استمر نتنياهو في عناده وفشلت واشنطن في ردعه؟ وماذا لو أخفقت الادارة الاميركية حيث نجحت ايران لناحية لجمم الحزب؟