رحيل دون جوان السينما الفرنسيّة.. الان دولون يسدل الستارة عن آخر مشاهده
اسدل النجم السينمائي ألان ديلون، آخر عمالقة السينما الفرنسية وصاحب الشهرة العالمية الواسعة، الستارة عن آخر مشاهده وأسلم الروح عن 88 عاما، بعدما طبع أجيالا بوسامته وأدواره اللامعة على الشاشة، حيث لقّب بـ”دون جوان السينما الفرنسية”
حياة حافلة
ولد ديلون في ضاحية على مشارف باريس في الثامن من تشرين الثاني 1935 وبدأ حياته بمواجهة صعوبات جمة إذ وضع في دار للرعاية في سن أربع سنوات بعد انفصال والديه.
وفر من المنزل من قبل وطرد عدة مرات من مدارس داخلية قبل أن ينضم لمشاة البحرية الفرنسية ويخدم في الهند الصينية التي كانت مستعمرة فرنسية في ذلك الوقت. ووقع في مشكلات هناك أيضا بسبب سرقة سيارة.
وتنقل في وظائف مختلفة عندما عاد لفرنسا في خمسينيات القرن الماضي ثم قابل الممثل الفرنسي جون-كلود بريالي الذي اصطحبه لمهرجان كان حيث جذب انتباه أميركي يبحث عن مواهب والذي رتب له اختبار أداء.
وظهر بعدها في أول فيلم وهو “ارسل امرأة عندما يخفق الشيطان” في عام 1975.
والراحل ديلون كان أيضا رجل أعمال بجانب التمثيل واستغل وسامته للإعلان عن مستحضرات تجميل كما راهن على خيول في سباقات مع أصدقاء قدامى من عالم الجريمة.
وعرف عن ديلون اتخاذ مواقف مثيرة للجدل خارج مجال الفن مثل تعبيره عن الأسف على إلغاء عقوبة الإعدام واستياءه من زواج المثليين الذي قننته فرنسا في 2013.
كما دافع علنا عن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف واتصل هاتفيا بمؤسس الحزب جان ماري لوبان صديقه القديم ليهنئه على أداء حزبه الجيد في انتخابات محلية عام 2014.
وتزوج في 1964 من الممثلة الفرنسية ناتالي بارتيليمي وأنجب منها ابنا قبل إنهاء زواجهما ودخوله في علاقة طويلة الأمد دامت 15 عاما مع ميريل دارك العارضة والممثلة الفرنسية. كما انجب مرتين من عارضة الأزياء الهولندية روزالي فان بريمن.
وكان آخر ظهور علني بارز لديلون خلال تسلمه للسعفة الذهبية الشرفية في مهرجان كان في أيار 2019.
وأصيب ديلون بجلطة دماغية قبل 3 سنوات، وكان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية. وتصدر عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يُقال أحياناً إنها شريكته، متّهمين إياها بـ”استغلال ضعف” والدهم، ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للممثل الفرنسي.
وبزغ نجم ديلون في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم (روكو آند هيز براذرز) “روكو وإخوته” إنتاج 1960 وفيلم (ذا ليبارد) “النمر” إنتاج 1963.
ولعب دور البطولة إلى جانب الممثل الفرنسي المخضرم جان جابين في فيلم (ميلودي أون سو-سول) “أي رقم يمكنه الفوز” إنتاج 1963 ومن إخراج هنري فيرنوي.
وحقق نجاحا باهرا في فيلم (لو ساموراي) “الابن الروحي” إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل. ولم يتضمن دور القاتل المأجور الفيلسوف إلا النزر اليسير من الحوار وكثيرا من المشاهد الفردية التي أبدع فيها ديلون.
وأصبح ديلون نجما في فرنسا وحظي بالإعجاب الشديد من الرجال والنساء في اليابان، إلا أنه لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأميركية مثل بيرت لانكاستر الذي أدى دور مرشد القاتل (سكوربيو)، الشخصية التي جسدها ديلون، في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه من إنتاج 1973.