إشكالية السلاح غير الشرعي تهدد وثيقة بكركي
كتبت يولا الهاشم في “المركزية”:
منذ أيام، وجّه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل دعوة إلى اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة “لمواجهة الأمر الواقع ضمن الدستور والقوانين . وقال: “ما عاد الوضع يتحمّل انتظارًا والتحرّك صار حتميًّا. كنا قدّمنا قبل عدّة اشهر، ضمن اجتماعات وثيقة بكركي، ورقة عمل خطية تحت عنوان الصمود والشراكة، اقترحنا فيها خطّة مواجهة باجراءات عمليّة وميدانية لكسر الأمر الواقع القائم، وتتضمّن خطوات اعلامية وسياسية وبرلمانية وقضائية وشعبية واقتصادية، على صعيد القطاع العام والقطاع الخاص، وعلى مستوى الكنيسة والعلمانيين، وتصل الى تصعيد شعبي ومدني بمقاطعة شاملة اذا لم يتمّ التجاوب”. فأين أصبحت وثيقة بكركي؟
مصدر مطلع على القضية عن كثب يؤكد لـ”المركزية” ان “الوثيقة لم تُنجَز بعد، وتوقفت عند نقطة نظرة “التيار الوطني الحر” في موضوع السلاح، والتي تختلف تماماً عن نظرة أفرقاء المعارضة. توقفت المشاورات هنا ولم يحدث بعدها أي تطور”، مشيراً الى ان “منذ فترة تمّت الدعوة الى اجتماع، أعقبتها اعتذارات من قبل عدد من المشاركين، وبالتالي لم تنعقد الجلسة”.
هل فُقِدَ الأمل بصدور وثيقة تشبه وثيقة بكركي عام 2000؟ “لا يمكنني شخصيا الإعلان عن نعي الوثيقة، لكن يمكن ان اجزم أن الامور تجمّدت عند نقطة السلاح. وهذه النقطة الوحيدة التي حصل حولها خلاف، في موضوع مقاربة موضوع وضعية “حزب الله” والدويلة وليس السلاح بحدّ ذاته. هذه النقطة تشدد عليها “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” وغيرها من أطراف المعارضة، التي تعتبر ان من غير المسموح ان تمتلك الدويلة السلاح والقرار ومُصادرة الدولة وقراراتها. لهذا السبب شهدنا مقاربتين مختلفتين”.وبما ان هذه النقطة هي الاساس، هذا يدل على خلاف جوهري.
ويضيف المصدر: “كل المواضيع الاخرى كاللامركزية الادارية وغيرها لم يظهر أي خلاف حولها مع “التيار”، إلا في موضوع السلاح حيث ان “التيار” ما زال لا يريد مقاربة موضوع الدويلة وسلاحها بطريقة واضحة، وبالتالي هناك اشكالية حول أهم نقطة اساسية”.
وعن كيفية الخروج من هذه الاشكالية، يقول “عندما يعود “التيار” عن مقاربته للموضوع، لأنه ما زال حتى هذه اللحظة يراهن على العودة الى التفاهم مع “حزب الله”. من جهتنا كمعارضة، نتمسك بموقفنا ولا تراجع عنه، وليس لدينا قضية أخرى بأهمية هذا الامر. هذا هو المرض الاساسي، وكل الامور الاخرى تتفرع منه. لا يمكن الخروج من هذه الإشكالية إلا من خلال إجراء توازن مع “حزب الله”، لكن في حال كان “الحزب” غير مستعد لمعالجة موضوع دويلته وإنهاء مشروعه الخارجي الايديولوجي والعودة الى لبنانيته، فلتكن تركيبة جديدة، يختم المصدر.