بعد وفاة المعارض الروسي نافالني.. ما هي "متلازمة الموت المفاجئ"؟
أبلغت السلطات الروسية والدة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني بأنه توفي بما أسموه “متلازمة الموت المفاجئ”، وأنه لن يتم تسليم جثمانه إلى أسرته قبل انتهاء التحقيق في وفاته، بحسب ما قال فريق نافالني.
وقالت هيئة السجون الروسية إن نافالني سقط مغشياً عليه، وتوفي أول أمس بينما كان يسير في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي في خارب، على بعد نحو 1900 كيلومتر شمال شرقي موسكو، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لثلاثة عقود.
وتعد “متلازمة الموت المفاجئ” (Sudden Death Syndrome SDS) مصطلحاً غامضاً وواسعاً يمكن أن يصف أي وفاة مفاجئة وغير متوقعة لأسباب طبيعية. وهي ليست حالة أو تشخيصاً رسمياً، ولا تشير بالضرورة إلى حالة طبية محددة.
وتُعد المتلازمة مصطلحاً شاملاً للعديد من السيناريوهات البيولوجية التي تؤدي إلى حدوث وفيات سريعة وغير متوقعة.
وغالباً ما يكون لدى الشخص المعني علامات تحذيرية قليلة للمرض أو معدومة. وحتى بعد الوفاة، قد لا يكشف تشريح الجثة عن تشوهات واضحة، حسبما أفاد موقع “ميديكال نيوز توداي” Medical News Today.
ويقول تعريف منظمة الصحة العالمية إن الموت المفاجئ قد يحدث خلال ساعة واحدة من ظهور الأعراض.
وعدَّ الموقع الطبي أن هناك اختلافاً بين “متلازمة الموت المفاجئ” و”السكتة القلبية المفاجئة”؛ حيث يعد الأخير وصفاً للوفاة الناجمة عن خلل في وظائف القلب، والتي تحدث خلال ساعة واحدة لأي سبب من الأسباب في القلب والأوعية الدموية.
وفي حين أن كثيراً من الأمراض المختلفة يمكن أن تؤدي إلى تفاعل متسلسل مميت في الجسم، فإن مرض فقر الدم المنجلي هو سبب شائع، إلا أنه لا توجد قائمة موحدة من الأعراض في متلازمة الموت المفاجئ، نظراً لأنه ليس مرضاً، لذلك فإن الأعراض يمكن أن تختلف بشكل كبير اعتماداً على السبب الأساسي.
فعلى سبيل المثال، في حالة “السكتة القلبية المفاجئة”، قد تكون العلامات التحذيرية مشابهة لأي مضاعفات قلبية. ولا يبلغ ما يقرب من نصف الأشخاص عن أي أعراض لمرض “السكتة القلبية المفاجئة”. ومع ذلك، إذا كانت الأعراض موجودة، فقد تشمل: الخفقان، والدوخة، وعدم الراحة في الصدر، وضيق في التنفس، والإغماء.
قد تكون العلامات التحذيرية للحالات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى متلازمة الموت المفاجئ خفية. على سبيل المثال، يمكن لأي شخص أن يخلط بين أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية وبين الانزعاج العادي، مثل تصلب الرقبة أو الصداع الشديد.
يمكن أن تساهم كثير من العمليات المعروفة وغير المعروفة في الجسم في حدوث “متلازمة الموت المفاجئ”. إلا أن أمراض القلب والأوعية الدموية تلعب دوراً رئيسياً عموماً.
وقد تحدث متلازمات الموت المفاجئ بسبب عدم انتظام ضربات القلب، وهي أمراض القلب الوراثية التي تغير النشاط الكهربائي للقلب، مما قد يسبب السكتة القلبية المفاجئة، مثل النوبة القلبية، وتشنج الشريان التاجي.
قد يكون من الممكن منع “متلازمة الموت المفاجئ” من طريق إدارة الأمراض المزمنة وتغيير نمط الحياة، فعلى سبيل المثال، يمكن للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تقليل مخاطرها من طريق تعديلات نمط الحياة والعلاجات الطبية.
ويمكن أن تكون الإدارة الاستباقية للأمراض مهمة أيضاً في الوقاية من “متلازمة الموت المفاجئ”. وبالنسبة لشخص يعاني من حساسية تهدد حياته، فإن حمل قلم “الإبينفرين” للطوارئ هو من طرق منع الموت المفاجئ. وبالمثل، بالنسبة لبعض حالات الربو، قد ينقذ جهاز الاستنشاق في حالات الطوارئ حياة الشخص.
إلا أنه لا يمكن منع جميع الوفيات المفاجئة. قد لا تحتوي بعض الحالات على عوامل خطر قابلة للتعديل، مثل تلك التي تتأثر بالوراثة.
وقد تمثل الوفيات المفاجئة في الولايات المتحدة ما بين 150 ألفاً و450 ألف حالة وفاة سنوياً.