سياسة

الازمات تحتاج رئيسًا.. ليس على “أجندة” الحزب بعد!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

ازدحمت الساحتان المحلية والاقليمية بالتطورات المقلقة في الايام القليلة الماضية. منذ اسبوع، وجد منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان جثة في سوريا بعد ان خطفه مسلحون في جرد جبيل. اثر ذلك، اعيد تسليط الضوء على ملف النزوح السوري الى لبنان، سيما وان العصابة التي خطفت سليمان، مؤلفة من سوريين، فتكثفت المطالبات باعادتهم الى بلادهم، وسط وعود رسمية بتحريك عجلة هذه العودة في المرحلة المقبلة.

ايضا، الوضع “الحربي” لم يكن افضل حالا. ففي حين عمليات “الاشغال” في الجنوب، التي يتولاها حزب الله، مستمرة على قدم وساق، وتقابل بضربات وغارات اسرائيلية موجعة، تمتد من الجنوب الى البقاع، حبس العالم بأسره انفاسه ابان توعد ايران بالرد على غارة اسرائيل على قنصليتها في سوريا. ومساء السبت، مرت الصواريخ والمسيرات الايرانية، في اجواء المنطقة، ولبنان ضمنا، في طريقها الى اسرائيل. لكن، ولحسن الحظ، فان اي حرب اوسع لم تندلع بين طهران وتل ابيب، لان نيرانها كانت طبعا ستشعل لبنان.

وسط جبل الازمات هذا، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان لا حل، لتحصين لبنان ولمعالجة كل المشاكل التي يتخبط فيها، من الحرب الى النازحين الى الاغتيالات، مرورا بالانهيار الاقتصادي، الا ويبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية. فطالما البلاد بلا رأس، لن يمكن للسلطة المبتورة الموجودة، ان تجد مخارج لاي ازمة، لا امنية ولا حدودية ولا اقتصادية. لكن في حين تستأنف في الساعات المقبلة الاتصالات على الخط الرئاسي، وينشط عليه الاعتدال الوطني من جهة وسفراء الخماسي من جهة ثانية حيث يجتمعون غدا في دارة السفير المصري، تعتبر المصادر ان طالما حزب الله منهمك بالحرب ويريد تسييل نتائجها في الداخل سيما في الصندوق الرئاسي، وطالما هو يحاول الهجوم على خصومه لاخافتهم وتخوينهم كما فعل امينه العام السيد حسن نصرالله منذ ايام، فإن الانتخابات ستبقى متعثرة. فالرئاسة لم تعد حاضرة في ادبيات وخطابات الحزب، وهو، حتى الساعة لم يقدم جوابه على مبادرة تكتل الاعتدال الوطني وقد يسلمها اليه اليوم ،على ان تكون “مبهمة” وفق المعلومات، خاصة لناحية تداعي النواب الى الحوار، الفكرة التي يرفضها بري، ولناحية الجلسات المفتوحة ايضا.. اي ان الثنائي الشيعي لا يزال على تشدده… كل هذه المعطيات تؤكد ان اوان الانتخابات لم يحن بعد في أجندة الحزب، وبالتالي لا انتخابات، بل مراوحة في الازمات.

زر الذهاب إلى الأعلى