سياسة

المطران عبد الساتر: لنفضح الفساد والمُفسد

احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كاتدرائيّة مار جرجس – بيروت، عاونه فيه النائب العام المونسنيور اغناطيوس الأسمر والنائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح ومسؤول دائرة التواصل في الأبرشيّة الخوري مروان عاقوري ومعاون خادم الكاتدرائيّة الخوري جورج قليعاني، بمشاركة المطران بولس مطر، والنائب القضائي المونسنيور نبيه معوّض، ولفيف من الكهنة والآباء، وبحضور مديرة مستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي الأخت هاديا أبي شبلي، وعدد من الراهبات، ورئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطيّة، ومدير مستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي البروفسور بيار يارد، ورئيس المجلس العام الماروني ميشال متّى وعدد من أعضاء المجلس، ورئيس جامعة الحكمة البروفسور جورج نعمة ومجلس الجامعة، وحشد من المؤمنين.

وقال في العظة: “يأتي عيد شفيع أبرشيّتنا وعاصمتنا هذه السنة، في زمن يبدو لنا وكأنّ الشر يسيطر على عالمنا أكثر من قبل. فالحروب الظالمة والعبثيّة جارية في أمكنة عدّة من هذا العالم. والأبرياء يُقتلون بسبب جنسيّتهم أو دينهم أو لون بشرتهم. والقوي يستقوي ومنطقه يغلب المنطق والعدل. والضعيف يُسحقُ وتُنتهك حقوقه وأرضه ولا أحد يُصغي حتى إلى أنين نزاعه. والسارق يصير زعيمًا والمال يتحكّم بالضمير ويحوِّل الصالح إلى طالح والمتعدي إلى مغبون والمذنبَ إلى بريء. إنقسامات داخل الوطن الواحد من أجل مصالح شخصيّةٍ أو من أجل الدين أو من أجل مشروع خارجي يبدأ تنفيذه من عندنا. وانقسامات داخل العائلة الواحدة من أجل رضا زعيم أو من تبني عقيدة تدعي أنها الحقيقةُ المطلقة”.

وأضاف: “أمام هذا الواقع، ماذا نفعل نحن المسيحيين في العاصمة وفي لبنان؟ إننا نقلق ونخاف أو نتذمر ونلعن الأيام أو نشيح نظرنا ونكتفي بأن نطلب من الله أن يُصلح كلَّ شيء. وفي هذا المساء، نحن هنا في هذه الكاتدرائيّة، لنحتفل بعيد القديس الشهيد جرجس، ومن ثم نخرج من هنا في نهاية احتفالنا لنعود إلى القلق والخوف والتذمّر وكأنَّ الربَ يسوع لم ينتصر على الموت والشرّ وكأنّنا لسنا أصحابَ دعوةٍ ورسالةٍ في لبنان وفي المنطقة كلِّها”.

وتابع: “إخوتي وأخواتي، اختار قدّيسنا جرجس وبدفع من الروح القدس أن ينهض، ولو لوحده، ليتصدّى للتنين، أي للشرِ، لأنّ التنين هو تجسيد له. لم يقلق ولم يكتف بالتذمرّ ولم يَخَفْ من الموت. قابلَ التنين وانتصر عليه ليس بقوّته هو بل بقوّة الرب يسوع الذي انتصر على الموت وعلى كلِّ شر. فشفيعُنا عاش كلَّ يوم ثابتًا في الرب يسوع كما غصنُ الكرمة ثابتٌ فيها، يحيا به ومعه. بيسوع بادر وبه واجه وبه انتصر. أمّا الثبات في الرب فيعني الوقوفَ في حضرته ومناجاته والإصغاءَ إليه. ويعني أيضًا قضاء الساعات في الصلاة والتأمّل في كلمة الحياة لنتبيَّن إرادته فينا ولنقوى على عيشها. والثباتُ في الرب يعني كذلك القيامَ بعمل الرب في هذا العالم لخير العالم من دون خوف ومن دون حسابات”.

وأشار إلى أننا “نحن الذين اجتمعنا في هذا المساء لنصليَ في عيد شفيع أبرشيّتنا، نحن مدعوّون أوّلًا لأن نثبت في يسوع لكي نعمل عمله وإرادته. ونحن مطلوب منّا مواجهةَ الشر من خلال مواجهة الظالم كائنًا من كان والمعتدي فلا ندعمُه حتى ولو كان أخًا لنا. لنتصدَّ لكلّ انقسام في الوطن والعائلة لأي علّة كانت. لنفضح الفساد حيثما وُجد والمُفسدَ فلا نقفُ خلفَه ولو كان له فضلٌ علينا. نحن المسيحيّين في لبنان مدعوّون إلى قول الحق وإلى عدم محاباة الوجوه وإلى تقديم الإنسان وخيره على الإنتفاع المادي الشخصي”.

وأردف: “نحن مدعوّون من بعد هذا الاحتفال إلى أن نخرج من الكنيسة ونحيا قيمنا المسيحيّة ونعمل من أجل بناء عالم أفضل لأنّ القلق والتذمر والخوف لا يَجدون ولأن لعن الأيام وشتم الآخر ومحاربته فقط لكونه آخر لا يغيِّرون شيئًا”.

زر الذهاب إلى الأعلى