سياسة

الدولة في أصعب ظروفها

جاء في “الانباء الالكرونية”:

الذكرى التاسعة عشرة لثورة الأرز، تحل ثقيلة هذا العام في ظل واقع الحرب الدموية التي يشهدها الجنوب اللبناني، حيث تُنتهك من جديد السيادة اللبنانية التي ثار من أجلها اللبنانيون في الرابع عشر من آذار في العام 2005، ويتعرض لبنان لعدوان قاسٍ ينذر بتصعيد إضافي يترافق مع شهر رمضان.

تعود الذكرى في ظل فراغ مستشرٍ من أعلى الهرم حتى أسفله، فيما الأطراف المعرقلة تنتظر كلمة السر من هنا أو هناك، وهو انتهاك آخر للسيادة، وضرب مسمار جديد في نعش الاستقلال الذي حققه اللبنانيون في العام 2005.

إلّا أنه ورغم الواقع المأسواي، فإن ذكرى الرابع عشر من آذار تبقى نتاج مسيرة طويلة من النضال من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، وثمرة نضال وكفاح استمرا لسنوات، ومن الضروري الحفاظ عليها وعلى نتائجها الوطنية التي حمت كيان لبنان.

مصادر متابعة للشأن تُبدي أسفها للواقع الذي وصل إليه لبنان، “كساحة حرب إقليمية تتحرّك وتهدأ بإيعازات خارجية”، كما تُبدي أسفها لتجميد الاستحقاقات وإنجازها وفق الحسابات الخارجية، وهي ممارسات تُناقض مبدأ السيادة الذي نادى به اللبنانيون في 14 آذار 2005.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تُشير المصادر إلى أن “استرجاع السيادة يحتاج إلى خطوات عملية تتخذها كافة الأطراف في هذا السياق، وأولى الخطوات هي الجلوس على طاولة حوار وطرح الملفات كافةً والاتفاق على كافة النقاط، من السلاح والاستراتيجية الدفاعية وصولاً إلى الاستحقاقات”.

لكن المصادر تلفت في الوقت نفسه إلى أن “الوضع الحالي مع استمرار الاشتباكات في الجنوب وقصف إسرائيل في العمق اللبناني لا يسمح بطرح كافة الملفات على الطاولة، كما أن الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية وغيرها يحتاج إلى رئيسٍ للجمهورية، وبالتالي من الضروري إنجاز الاستحقاقات وانتظار الوقت المناسب”.

وفي مستجدات الجبهة في الجنوب، فإن الطيران الإسرائيلي واصل قصف البلدات اللبنانية، وزاد من وتيرة القصف مساء أمس بالتزامن مع كلمة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، شدّد خلالها على أن جبهتي الجنوب واليمن ستكون لهما كلمتهما خلال رمضان.

إلى ذلك، فإن الحرب على قطاع غزّة مستمرة، ولا اتفاق على الهدنة بعد، لكن مواقف غربية، خصوصاً من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بدت لافتة أمس مع مُطالبة إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزّة، وقد صدر بيان عن الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، دعا إسرائيل للسماح بإدخال مساعدات إضافية.

إذاً، اليوم وبعد انقضاء سنة ونصف من الشغور الرئاسي، وفي ما المواجهات على أشدها بين “حزب الله” وإسرائيل التي لم تتوقف يوماً عن قرع طبول الحرب والتهديد بتحويلها الى حرب شاملة، فإن الموقف الموحّد في لبنان مطلوب في الدرجة الأولى، وعند انتهاء الحرب، من الضروري بدء البحث بالمسائل الاستراتيجية وعلى رأسها السلاح، لتفادي الانقسامات مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى