ترقُّب لبناني للترتيبات الحدودية على جبهة الجنوب
جاء في “الأنباء” الكويتية:
عين لبنان على مفاوضات الهدنة في غزة، إذ ان نجاحها يعني توقف الحرب على الحدود والتي دخلت شهرها العاشر.
كذلك هناك عين لبنانية ثانية على مفاوضات شاقة تلي الهدنة المحتملة في غزة، وتتعلق بوضع ترتيبات تضمن الهدوء والاستقرار لفترة طويلة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. هدنة ووقف إطلاق للنار ليسا نهائيين، طالما ان أزمة الشرق الأوسط لم يشملها السلام.
وعلى الرغم من التطمينات من التفاهمات الأميركية – الفرنسية حول العناوين الأساسية لترتيب خطة التثبيت البري للحدود، إلا ان ثمة نقاطا أساسية لم تحسم بعد وستكون محور البحث والنقاش الطويل، وهذا لن يقلق اللبنانيين طالما ان صوت المدافع وهدير الطائرات قد توقفا وعادت حركة قيام الدولة من جديد، من خلال توجيه كل الجهود نحو انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال مصدر مطلع لـ «الأنباء»: «ان أبرز النقاط التي تحتاج إلى بحث وتأويل هي:
أولا: القرار 1701، وهل سيتم تطبيقه في شكل كامل بحيث يلتزم فيه الجميع وتتوقف الخروقات الإسرائيلية بحرا وجوا، ويلتزم «حزب الله» بمقتضيات القرار ما يتعلق بانتشاره المسلح؟ أم ستستمر هذه الثغرات التي وضعت عمدا في القرار خلال حرب عام 2006، لإنجاز الاتفاق ومن دونها كان يصعب التوصل لوقف الحرب؟
ثانيا: هل سيتم الاتجاه إلى ما يدعو اليه كثيرون باعتماد اتفاق الهدنة للعام 1949، كمرجعية لمعالجة الوضع على الحدود؟ وتأتي في هذا الإطار معالجة النقاط الحدودية الـ 13 العالقة، والتي يبدو ان الاتصالات الأخيرة قد تجاوزتها ولم تعد موضع خلاف كبير. وتضاف إلى هذه المسألة قضية مصير «مزارع شبعا»، فهل ستكون مشمولة بالبحث ويتم وضع توصيف نهائي لها، أم انها ستبقى خاضعة لنشاط المقاومة؟ وبالتالي فإن الوضع سيبقى معرضا للانفلات عند أي اهتزاز إقليمي، لأن المقاومة ستفرض حكما حرية الحركة للمقاتلين، ويقابل ذلك إفساح المجال أمام حركة الطيران الإسرائيلي ليصول ويجول في سماء لبنان.
ثالثا: اقتراب موعد التجديد للقوات الدولية «اليونيفيل»، ما يطرح تساؤلات اذا ما كانت ستتغير المهام المكلفة بها تماشيا مع أي تغيير على القواعد المتبعة في المنطقة الحدودية ونطاق عمل هذه القوات، فيما لو تم الاتفاق حول الواقع الجديد للمنطقة الجنوبية. من هنا يرى البعض ضرورة التريث في وضع الصيغة التي ستعتمد لطلب التجديد على أساسها، علما ان الجانب اللبناني يرفض أي تعديل في مهام هذه القوات، وضرورة استمرار التنسيق مع الجيش اللبناني ورفض أي طروحات بشان البند السابع».
وبالعودة إلى مفاوضات الهدنة في غزة، قال مصدر مطلع لـ «الأنباء»: «هناك جو من التفاؤل بإمكان نجاح هذه المفاوضات في فترة زمنية غير طويلة، الا اذا حاولت حكومة بنيامين نتنياهو المماطلة إلى ما بعد زيارته إلى واشنطن في الاسبوع الاخير من هذا الشهر، وإلقائه كلمة امام الكونغرس الاميركي».
ورأى المصدر «ان هناك عوامل ساهمت في رضوخ إسرائيل للجلوس إلى طاولة المفاوضات، أبرزها الضغوط الأميركية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والخشية من ان إطالة أمد الحرب قد تضر بالمصالح الأميركية في المنطقة. وأخيرا الانقسام الحاد في الشارع الإسرائيلي حول استمرار الحرب وعدم إطلاق الرهائن، والخوف من ان يزداد هذا الشرخ اتساعا مع مواصلة هذه الحرب دون تحقيق نتائج».
وفي المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الاحد من المقر الصيفي للبطريركية في الديمان (شمال لبنان): «إننا في لبنان نعيش أزمة حقيقة. فلابد من العودة إليها، أولا لكي ينتخب المجلس النيابي رئيسا للجمهورية وفقا للدستور الواضح والصريح. ولا نستطيع البقاء خارج إطار الحقيقة، والعيش في الكذب على بعضنا البعض، فيما وطننا يتلاشى أمام أعيننا بمؤسساته الدستورية. بل علينا أن نعيش ثقافة الحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها، فنتصارح ونتصالح بها وعلى ضوئها».
ميدانيا، واصلت إسرائيل استهداف العناصر القيادية والمسؤولة في «حزب الله». وأغارت طائرة مسيرة ليل أمس الاول على سيارة في بلدة شعث قرب مدينة بعلبك بالبقاع، ما أدى إلى مقتل ميثم مصطفى العطار. ووصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه مهندس كبير في منظومه الدفاع الجوي لـ «الحزب». كذلك شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات. وقصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية الثقيلة القرى الحدودية اللبنانية، وخصوصا عديسة وكفركلا وعيترون والخيام.
وظهرا، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بلدة الناقورة وقصفت منزلا يعود لآل مهدي، واقتصرت الأضرار على الماديات دون وقوع إصابات. وقبلها استهدف الطيران الإسرائيلي بلدة عيتا الشعب بغارة.