قاسم: من أراد إنجاز الإستحقاق الرئاسي فليُسرع بتقديم التنازلات
توجه نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم إلى “بعض الذين يتصدون ويطلقون تصريحات حول الحرب ونظرتهم إلى الحرب ومحاولة إبعاد لبنان عن الحرب”، سائلا: “ما هي المصلحة الوطنية أن ينبري بعضهم فيطعن المقاومة في ظهرها ويبدأ بإثارة الأسئلة التي لا وقت لها الآن، أو يطالب بإلغاء قدرة لبنان تحت ذرائع مختلفة ونحن في الميدان، ويبرر لإسرائيل ما تصنعه ويروج لعدم مواجهتها ويطرح خيارات تعطل قدرة لبنان وقوة لبنان أثناء المواجهات والتضحيات، فنسألهم ما هي المصلحة الوطنية في ذلك؟! وأنتم تعلمون أنكم بذلك تزيدوننا تصميماً وعزيمة، وتدعوننا إلى المزيد من الاحتياط لننتبه لكم في ألا تطعنوا في ظهورنا”.
وأردف قاسم في كلمة له بالمجلس العاشورائي في الليلة السابعة في حسينية الأوزاعي في بيروت: “من المهم أن ننتهي من الجدل، إذا أردتم أن يكون هناك رئيس في لبنان، فما الداعي إلى رفض فكرة الحوار؟ يجيبون بأننا لا نريد أن نقوم بالحوار حتى لا يصبح ذلك عرفاً! نحن ندعو إلى الحوار وناقشوا فترة قصيرة من الزمن لننتقل من الحوار إلى الانتخاب، أما التمترس خلال سنة ونصف وراء آراء جامدة لا تتحرك عند كل الأطراف، فهذا يعني أن الأمر سيتأخر كثيراً”.
وشدد على أن “من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّنه لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة”.
من جهة ثانية، سأل قاسم: “بعد كل الانتصارات التي انتصرناها يقول بعض الناس: كيف تقولون أنكم هزمتم إسرائيل على الرغم من أنَّها دمرت الكثير من البيوت وقتلت الكثير من الناس؟! نريد أن نعرف ما معنى الهزيمة وما معنى النصر، نحن عندما نتكلم عن مقاومة مقابل جيش تدعمه الدول الكبرى بكل الإمكانات، لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين إمكانات المقاومة وهذا الجيش، فعندما لا يوجد تكافؤ عسكري الجيش ماذا يفعل؟ هو يدمِّر، أما المقاومة ماذا تفعل؟ تختار نقاط الضعف عند الجيش لتوقع فيه الخسائر وتعطل مشروعه، إذاً نحن نعطل المشروع الذي يريدونه”.
وأضاف: “أخذوا قراراً يومها أي سنة 2006 بسحق المقاومة، لكن كانت النتيجة أن بقيت المقاومة وتوقفت الحرب بعد مجزرة الدبابات في وادي الحجير وسلَّم الإسرائيلي بأنه غير قادر على سحق المقاومة. إذاً من حقنا أن نقول أننا انتصرنا لأننا لم نمكِّنه من تحقيق أهدافه، ومن الطبيعي أن التضحية تحتاج خسائر، فالقيمة الكبرى هي بإرادة المقاومين، هذا المقاوم الذي يمتلك 5 في المئة أو 10 في المئة في مقابل إسرائيلي يمتلك 100 في المئة ولكن روحية المقاوم تجعل الـ 10 في المئة تصبح 100 في المئة والـ 100 في المئة التي عند العدو تصبح 10 في المئة لأنَّه لا يملك إرادة القتال ويخاف في الميدان ويهرب عند المواجهة”.
وتابع: “في غزة، كل تصريحات نتنياهو تدل على أنه يريد أن تستمر الحرب ولو طالت لأشهر وسنوات! وهو يخادع ويكذب عندما يتحدث عن الموافقة على اتفاقية وقف إطلاق النار، لأنَّه يضع لها شروطاً مسبقة تقول إنَّه إذا توقف إطلاق النار للمرحلة الأولى (أي خلال 48 يوما) يريد الإسرائيلي أن يعود للقتال، من سيوافق على ذلك؟ هل من المعقول أنَّ توافق حماس والمقاومة على وقف إطلاق النار لمدة 48 يوماً ويفرجون عن الأسرى، ومن ثم بعدها يقولون تفضل واستمر بالقتال، أيُعقل هذا؟! أميركا لا تضغط بالشكل الكافي، لأنَّ أميركا لديها أولوية أن تكون إسرائيل مرتاحة، فأميركا مخادعة في ضغطها”.
وأكد أنه “لو بقيت الحرب أشهراً طويلة، بحسب معلوماتنا، فالمقاومة في غزة والشعب الفلسطيني سيصمدون مهما طالت الحرب ويملكون الإمكانات والإرادة، مما يجعلهم يصمدون حتى تحقيق النصر بعدم السماح لإسرائيل بتحقيق أهدافها، سواء بالإبادة أو الاستسلام. إذاً كل ما طال الوقت إسرائيل ستخسر أكثر، وبالتالي التضحيات التي قدَّمها الفلسطينيون ستكون سبباً لبناء مستقبلي لن يترك فلسطين بعد اليوم، بل سيؤدي إلى أن يولد الأطفال مقاومين، لأنهم رأوا بأمِّ العين كيف يقتل آباؤهم وأمهاتهم وإخوانهم، ومع وجود الإرادة والمقاومة فالنصر سيكون حليف هؤلاء حتماً”.
ورأى أنه “توجد الآن فرصة مهمة للضغط على إسرائيل حتى تتوقف، بعد أن رأينا فشل الضغط الأميركي وعدم جديته وتصميم إسرائيل على الاستمرار، أصبح مطلوباً أن نبحث عن ضغط مبدع من أجل أن نضع حدَّاً لإسرائيل. الآن هناك فرصة أمام الدول العربية والإسلامية أن تقف بشجاعة لمرة واحدة ولا أقول لهم قاتلوا إسرائيل بل أقول لهم من له علاقات اقتصادية أو سياسة فليقطعها، ومن له وعود لإسرائيل فليوقفها، وإذا كانت تستطيع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يجتمعوا ليقولوا موقفاً واحداً برفض ما يحصل في غزة من إبادة ويوجهوا هذا النداء عملياً بإجراءات رادعة لإسرائيل كما فعل محور المقاومة، ولكن ليس على المستوى العسكري، على الأقل السياسي والاقتصادي والتجاري والعملي حتى تشعر إسرائيل أنَّها محاصرة، وحتى تشعر أميركا بأنَّ كل الدول العربية ستقف صفاً واحداً وقد يتطور هذا الموقف أكثر إذا لم تحل المشكلة في غزة”.