خطة إسرائيلية لهجوم من الجولان
كتب منير الربيع في “المدن”:
حسب ما يتسرّب من الولايات المتحدة الأميركية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينجح في الحصول على ضوء أخضر أميركي لتوسيع العمليات العسكرية ضد حزب الله.
ضغوط بايدن
تشير مصادر ديبلوماسية إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ نتنياهو بضرورة وقف الحرب والقبول بالاتفاق الذي عرضته الإدارة الأميركية. وقد مارس بايدن ضغطاً كبيراً لأنه يريد تسجيل انتصار أساسي في ختام مسيرته كرئيس، وهو تثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط وإنهاء هذه الحرب. ولكن نتنياهو لم يرض بذلك. أقصى ما قدّمه هو القبول بالمرحلة الأولى من الصفقة، وبعدها العودة إلى استئناف العمليات العسكرية. وبمجرّد طلبه من الأميركيين تعهداً خطياً بالموافقة على عودته لاسئناف الحرب، وتزويده بالأسلحة، فهذا يعني أنه ليس جدياً في مقاربة الصفقة.
وحسب المعلومات، فإن نتنياهو يريد الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، والبحث مع الأميركيين في ما سيفعله في لبنان، خصوصاً أنه ركز على ضرورة مواجهة حزب الله، وإبعاد أخطاره عن إسرائيل، بالإضافة إلى إبعاد الأخطار الإيرانية والحوثية. وهذا لا يمكن إلا بناء على تعاون مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية.
خطة نتنياهو الهجومية
عملياً، نتنياهو مستمر بالمواجهة، حسب التقديرات الأميركية، وهو يتخذ موقفاً واضحاً في دعم دونالد ترامب والجمهوريين. ولذلك، هو لن يستجيب لكل دعوات الإدارة الحالية. أما في لبنان فهناك مشكلة حقيقية لدى نتنياهو. فهو يريد تحقيق الانفكاك بين جبهة لبنان وجبهة غزة، إما من خلال ضغط سياسي كبير، ووضع شروط، منها انسحاب حزب الله من مسافة 7 كلم، والمطالبة بضمانات بعدم حصول أي تحرك لحزب الله في المنطقة التي يفترض أن يكون قد انسحب منها، فتعمل القوات الإسرائيلية على استهداف هذه الحركة، لإبقاء لبنان في حالة تهديد قصف دائم وفي أي لحظة. أو من خلال عملية عسكرية واسعة. وفي كلا الحالتين، فإن حزب الله لن يقبل بذلك.
وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن نتنياهو عمل على تقديم خطّة حول شنّ هجوم برّي على حزب الله. ووفق ظنه، بعد تنفيذ الهجوم تتمكن إسرائيل من الضغط على حزب الله لوقف إطلاق النار، ويتم الوصول إلى اتفاق قبل انتهاء الحرب في غزة. أو أن تتحول هذه العملية إلى حرب واسعة بأبعاد إقليمية.
رأيان أميركيان
وحسب المعلومات، هناك رأيان داخل الولايات المتحدة الأميركية. الأول، يشير إلى استمرار حالة الاستنزاف على حالها، مع توسيع العمليات وتكثيفها من دون اشتعال الجبهة وتوسيع الحرب. والرأي الثاني، هو الذي يتحدث عن احتمال توسيع الحرب وشنّ عملية إسرائيلية موضعية ضد الحزب.
بعض المؤشرات تفيد بأن نتنياهو لم يتخل حتى الآن عن الخيار الثاني، ولا يزال يدفع باتجاهه. في هذا السياق يتجدد الكلام الأميركي والإسرائيلي عن عملية عسكرية إسرائيلية ضد حزب الله انطلاقاً من الجولان.
ردّ الحزب
حزب الله قرأ كل هذه التطورات، وربما تلقى رسائل تحذّر من احتمال انتقال الإسرائيليين إلى التصعيد بشكل أكبر. ولذلك لجأ إلى التصعيد الميداني، ونشر فيديو “هدهد 3″، واستأنف استخدام المضادات الجوية لإسقاط الطائرات. هي مؤشرات على أنه يردّ على كل التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب، وأنه جاهز لتوسيعها، على الرغم من أن المعطيات لدى حزب الله لا تزال تستبعد جهوزية الإسرائيليين للحرب، وعلى الرغم من المناورات التي أجراها الإسرائيليون الأسبوع الماضي وتحاكي شنّ حرب برية. وقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش أبلغ القيادة السياسية بجهوزيته لشنّ عملية برية ضد الحزب في لبنان.
بالنسبة إلى حزب الله فلا شيء يسمّى حرب قصيرة أو محدودة، وأن إسرائيل إن لجأت إلى فتح الحرب فلن تكون قادرة على إغلاقها.
في موازاة المطالبة الإسرائيلية بالمزيد من الأسلحة من الأميركيين، فإن إيران تقصدت تسريب أخبار تتحدث عن تزويدها لحزب الله بالمزيد من الأسلحة المتطورة والصواريخ الإنشطارية، القادرة على ضرب عمل القبة الحديدة، وطائرات مسيّرة من نوع شبح، تتمكن من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية ولا يتم التقاطها من قبل الرادار.
وحسب التسريبات الإيرانية فإن هذه الأسلحة تم تسليمها في الأيام القليلة الماضية لحزب الله، كمؤشر على الجهوزية لمواجهة أي تصعيد، وفي إطار إيصال رسالة واضحة للأميركيين والإسرائيليين بعدم الدخول في حرب أو مواجهة.
لبنانياً، لا يزال الاهتمام يتركز على المسار الديبلوماسي والسياسي، وسط رهان على المزيد من الضغوط الأميركية لمنع إسرائيل من توسيع الحرب، وإبقاء المواجهات مضبوطة، والركون إلى الخطة التي قدمها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين.