داء "الكلب" في لبنان.. حالة وفاة سجّلت مؤخراً وهذه طرق الوقاية
في وقت بات الخوف والحديث عن داء الكلب والوفيات به شبه معدوم في معظم دول العالم، عاد لبنان إلى خانة الخطر من هذا الفيروس الحيواني في ظل الأزمة الاقتصادية الذي يمر بها البلاد وانحسار التمويل لتأمين اللقاحات والامصال اللازمة للعلاج. فمنذ أسابيع، ودّعت بيت مري ابن العشرين ربيعاً إثر تعرضه لعضة كلب واصابته بداء الكلب. صحيح أن حادثة الوفاة هذه هي واحدة من الحالات القليلة المسجلة في لبنان على مدى سنوات والأولى لهذا العام، غير أن تفشي ظاهرة الكلاب الشاردة يستدعي تسليط الضوء على كيفية التصرف في حال التعرّض للعضّ تجنباً لتداعيات الأمر الخطيرة.
ما هي أعراض الإصابة بداء الكلب؟
تعتبر الكلاب المسؤول الاوّل عن انتقال “الكلب” إلى البشر في نحو 99٪ من حالات الإصابة البشرية، فما بالكم الحال في بلد كثرت في الكلاب المشردة بعد تخلي أصحابها عنها لأسباب معيشية او بسبب النزوح اثر الحرب المندلعة جنوباً! التعرّض للعض من كلب مشرّد أمر يجب توقعه في كلّ مرة تختارون فيها التجوّل سيراً على الاقدام في شوارع لبنان.. فما هو داء الكلب الذي عاد الى ربوعنا بقوّة؟
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، داء الكلب هو مرض فيروسي ينتقل عن طريق اللعاب ويؤثّر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، حتى أنه يصبح قاتلاً بمجرّد ظهور أعراضه السريرية على المصاب!
وتشمل أعراضه الأولية علامات شائعة كالحمى والألم والشعور غير العادي بالوخز أو آلام في مكان الجرح. وفي مرحلة لاحقة وبعد انتقال الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، يحدث التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النُخاعي.
وبحسب الخبراء، من الصعب تشخيص الكَلَب سريرياً من دون وجود أعراض تتعلّق برهاب الماء أو الهواء، اذ قد يتخذ الداء شكلاً هياجياً يتسبب بفرط النشاط والسلوك ويؤدي الى الهلوسة والرهاب. كما أنّه قد يتخذ الشكل الشللي فتصاب العضلات بالشلل تدريجياً، بدءاً من موضع الجرح، ليدخل بعدها المُصاب في حالة غيبوبة ويتوفى في نهاية المطاف.
إجراءات عليكم اتخاذها فور التعرّض للعض
نظراً لعدم وجود أدوات تشخيص معتمدة عالمياً للكشف عن عدوى داء الكلب قبل بدء أعراضه السريرية، أي قبل أن يكون قد فات الأوان، على الأفراد التيقظ والتصرف سريعاً لدى التعرض لخدش حيوان قد يكون مسعوراً… فما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها فور حصول العضة؟
قبل البدء بالخطوات الفورية التي من الضروري القيام به بعد “الخدش” او “العضة”، لا بدّ من التحذير من مخاطر الاقتراب من الحيوانات الشاردة في الشوارع ويحّبذ تجنّبها وعدم لمسها حتى ولو بدت ودية.. فلا دليل انها غير مصابة بداء الكلب ولا ضمانة بأنها لن تؤذي لدى شعورها بالخوف.
لكن إن وقعت الواقعة وتعرّضتم للعض أو الخدش من قبل أحد الحيوانات الشاردة، فلا بدّ من اتباع هذه النصائح لمنع فيروس الكلب من الوصول الى جهازكم العصبي المركزي والقضاء على حياتكم:
أولاً سارعوا الى غسل اسطح الجلد المتعرضة للخدش او العض بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة على الأقل؛
ثانياً توجّهوا بعدها الى المستشفى لتقييم الحالة والحصول على اللقاح او المصل المناسب.
واذا كانت الإصابة بليغة، أي أن تكون العضّة أو الخدشة تخللت الأدمة أو ان تكون قد تلوُّثت الأغشية المخاطية أو الجلد المقطوع بلعاب الحيوان نتيجة للحس، فهنا تبرز الحاجة لتلقي الغلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب أو حقن مضادات الأجسام الوحيدة النسيلة في الجرح.