مفاوضات الدوحة إلى الأسبوع المقبل
جاء في “الجمهورية”:
رفعت مفاوضات الدوحة في شأن وقف اطلاق النار في غزة الى الاسبوع المقبل في ظل اجواء راوحت بين التفاؤل والتشاؤم حيال مصيرها خصوصا وانه لم يسجل اي تقدم في المواقف يبعث على توقع وصولها الى النتائج المرجوة في ظل تصاعد الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد الاعتدءات الاسرائيلية على سكان الضفة الغربية ومخيماتها، فضلا عن استمرار المواجهات على الجبهة الجنوبية اللبنانية، في وقت خرق حزب الله اجواء التحضير الغامض للرد على الاغتيالات الاسرائيلية ولاستعدادات تل ابيب لـ”الحرب الشاملة” المزعومة وما جهزته لها من قنابل خارقة للتحصينات، بنشر فيدو امس عن “منشأة عماد ـ 4” في باطن الارض احتوت على شبكة انفاق ومنشأت عسكرية ومنصات صاروخية وغيرها،
فقد أعلن بيان ثلاثي مشترك اميركي ـ مصري ـ قطري امس أنه “على مدى الـ ٤٨ ساعة الماضية في الدوحة، انخرط المسؤولون الكبار من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. وكانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.
وأشار البيان الى ان الولايات المتحدة الأميركية وبدعم قطر ومصر قدمت لحركة حماس واسرائيل امس “اقتراحا يقلص الفجوات بين الطرفين ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في ٣١ أيار ٢٠٢٤ وقرار مجلس الأمن الرقم ٢٧٣٥. يبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق”.
وذكر البيان أن “الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين”. وأشار الى أن “المسؤولين الكبار من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم (أمس)”.
وبعد ساعات على صدور البيان أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، “أننا لم نصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد لكننا أقرب مما كنا عليه قبل 3 أيام”. فيما افادت هيئة البث الإسرائيلية أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيصل إسرائيل غدا. واشار مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إلى أنّ “مفاوضات الدوحة خطوة إيجابية لكن هناك كثير من العمل يجب القيام به، في شأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل”.
وقال أنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن منخرط شخصيًا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، مضيفًا “نعتقد أننا قادرون على تحقيق اتفاق لكن ذلك سيتطلب بعض التنازلات الإضافية”. وأشار إلى أنّ “التوصل إلى اتفاق سيتطلب من الجانبين الاستعداد للعمل معًا وتوضيح التفاصيل النهائية المهمة للغاية”.
الموقف الاسرائيلي
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول أمني إسرائيلي، أن “إسرائيل تسلمت المقترح الأميركي وهو غير مقبول تماما بالنسبة الى نتنياهو”. وقال أن “الجميع لديه مصلحة في بث شعور بأن الأمور تسير على ما يرام”، لكنها لفتت الى أنه “من المؤسف خداع مواطنينا بالأوهام ولا نؤيد المبالغة بالتفاؤل بالمفاوضات”.
وسبق ذلك أعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “أننا نقدّر جهود الولايات المتحدة والوسطاء في إقناع حماس بالتخلي عن رفضها لصفقة إطلاق سراح الأسرى”. ولفت إلى أنّ “مبادئنا الأساسية معروفة للوسطاء والولايات المتحدة.. نأمل أن تؤدي الضغوط إلى قبول حماس مبادئ مقترح 27 أيّار ليصبح من الممكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق”.
حماس
في المقابل نقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤولين اثنين في حركة حماس انها رفضت “شروط جديدة” قالا إن “إسرائيل وضعتها في الاتفاق المقترح في الدوحة المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة”.
وقال مصدر قيادي: “إن الوفد الإسرائيلي وضع شروطا جديدة في سياق نهجه للتعطيل مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر – محور فيلادلفيا، وطلب أن يكون له الحق في وضع فيتو على أسماء أسرى وإبعاد أسرى آخرين خارج فلسطين”، مشددا على أن حماس “لن تقبل بأقل من وقف كامل للنار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل بدون قيود وشروط الاحتلال”.
ونقلت قناة “الجزيرة” عن قيادي آخر في “حماس” قوله : “ما أبلغنا به عن نتائج اجتماعات الدوحة لا يتضمن الالتزام بما اتفق عليه في 2 تموز”، وذلك حول مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى”.
سيجورنيه ولامي وكاتس
في غضون ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، امس أثناء لقائه نظيريه الفرنسي ستيفان سيجورنيه والبريطاني ديفيد لامي في تل ابيب امس “أن اسرائيل تتوقع من حلفائها مساندتها في “مهاجمة أهداف مهمة” في إيران في حال تعرضها لهجوم من طهران.” وقال :”تتوقع إسرائيل من فرنسا والمملكة المتحدة أن تقولا لإيران بنحو واضح وعلني إنه ممنوع مهاجمة إسرائيل، وإذا هاجمت إيران، فإن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سينضم إلى إسرائيل، ليس فقط للدفاع عنها ولكن أيضًا لمهاجمة أهداف مهمة” في إيران…
وأشار سيجورنيه، خلال مؤتمر مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، الى “أننا “أبلغنا الى كل الأطراف في المنطقة رسائل لخفض التصعيد، وخلال زيارتي للبنان أرسلت الرسائل نفسها لإيران وحزب الله لتجنب حرب كبرى”.ولفت الى “أننا أخبرنا الإسرائيليين أن أي أعمال عنف قد تقوض محادثات وقف إطلاق النار وهو أمر غير مقبول”، مضيفاً “نحن هنا لإجراء محادثات ديبلوماسية ولا مجال لحديث في شأن الرد الانتقامي الإيراني”. وأضاف “نحن في مرحلة حساسة ونأمل تغليب لغة الديبلوماسية لنصل إلى السلام بدلا من الحرب”.
ومن جهته لامي، قال: “يجب وقف القتال فورا وهذه هي الرسالة التي أوصلتها هنا في إسرائيل برفقة نظيري الفرنسي” واضاف: “أجرينا محادثات إيجابية بهدف الوصول إلى صفقة ونهاية للحرب التي أزهقت آلاف الأرواح”. وأكد أن “وقت التوصل لوقف إطلاق النار وعودة الرهائن وإدخال المساعدات بكميات كافية لغزة هو الآن” .
الموقف الايراني
وفي هذه الاثناء قال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، إنه ناقش هاتفيا مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، آخر التطورات حول مفاوضات الدوحة في شأن وقف إطلاق النار في غزة. وقال ان الاخير ابلغ اليه ان نتائج الجولة الجارية من المفاوضات بأنها “حساسة. وشدد كني على “الحاجة إلى الجهود الجماعية والتدابير العملية، بما في ذلك العمل الديبلوماسي، لوضع حد لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الإسرائيلي في قطاع غزة”.
البنتاغون
في غضون ذلك اعلن وزارة الدفاع الأميركية (“البنتاغون”) أمس أن “وزير الدفاع لويد أوستن ناقش مع وزير الدافاع الاسرائيلي يوآف غالانت التقدم نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن”، وقالت أن “أوستن أبلغ الى غالانت أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة التخطيط للهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل”. واشارت الى أن “أوستن بحث هاتفيا مع غالانت في عدم الاستقرار الإقليمي والخطر المتزايد للتصعيد من إيران وحزب الله”.
والى ذلك نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر على علاقة وثيقة بـ” حزب الله” قوله “ان “الحزب” لن يشن عمليته الانتقامية خلال محادثات قطر لأنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية عرقلة المحادثات أو الاتفاق المحتمل”۔
فيما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن 5 مسؤولين إسرائيليين:
قولهم “ان الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن حزب الله وإيران خفّضا مستوى التأهب في وحداتهما الصاروخية”.
السفارة الايرانية
وعلقت السفارة الايرانية في بيروت على الفيديو الذي نشره الاعلام الحربي في حزب الله، تحت عنوان “منشأة عماد 4” معتبرة انه “في اللغة الفارسية، نطلق على المنشآت الصاروخية الموجودة تحت الأرض وداخل الصخور والجبال “مدن الصواريخ”. واضافت :”هذه المدن الصاروخية موجودة في جميع أنحاء جغرافية إيران العزيزة، وهي تزرع الرعب في قلوب أعداء إيران. يمكننا، إذا لزم الأمر، مهاجمة العدو من أي نقطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية “.
الهجمة الديبلوماسية
وفي سياق الهجمة الديبلوماسية التي يشهدها لبنان زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بيروت والتقاه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
واكد بري “التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصرفي إعتبار أن الجذر الحقيقي للنزاع في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة” . وإعتبر أن نجاح الجهود التي تبذل في العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار هي المدخل الأساس لعودة الإستقرار والحلول في المنطقة”.
وبدوره ميقاتي شدد على” ان لبنان يقدر الجهود الدولية والعربية التي تبذل من اجل وقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان”. وقال:” ان لبنان يجدد التزام تطبيق القرار الدولي الرقم1701 بالكامل، والمطلوب الصغط على اسرائيل لتطبيق القرار ووقف عدوانها على لبنان.
وأكد عبدالعاطي، انه نقل الى بري وميقاتي “رسالة دعم من مصر إلى لبنان حيث أن الأمن والاستقرار في البلد يمثلان مصلحة مصرية وعربية”. وشدد على “اننا نريد التوصل فوراً إلى وقف إطلاق النار في غزة لأن جوهر الصراع في المنطقة هو استمرار القضية الفلسطينية بدون حل، كما اننا ندين سياسة الاغتيالات ونؤكد دعمنا لوحدة وسلامة لبنان”. واضاف:”نؤكد على أهمية وقف التصعيد وعدم انجرار المنطقة إلى آتون حرب شاملة”.
التجني والافتراء
ورد امس المكتب الإعلامي لميقاتي على مواقف أطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أمس وصلت إلى حد اتهام الحكومة بإرتكاب “الخيانة العظمى في ما يحدث في الجنوب”. وقال “ان التنظير عن بعد ومن علو، رغم معرفة الظروف الدقيقة التي تعمل فيها الحكومة والمعطيات غير الخافية على احد، هو قمة الافتراء والتجني”. واكد ان “على جميع القيادات السياسية، موالين ومعارضين، التعاون والتعاضد لتمرير المرحلة الصعبة، بدل تكرار المواقف والاتهامات التي لا فائدة منها سوى زيادة الشرخ بين اللبنانيين وتعميق الخلافات من دون الوصول الى حل”.
وقد اتصل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بميقاتي مؤكدا له “التضامن معه في مواجهة تهجمات سياسية في غير محلها ولا زمانها، فيما نحن بأمس الحاجة على المستوى الوطني إلى التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الكبيرة والتحسب للأسوأ إذا حصل ضمن الإمكانيات المتاحة وبالحد المعقول”.
“عم يغمقلنا”
وكان جعجع أكد في مؤتمر صحافي امس، انه “إذا طبقنا القرار الـ1701 نصبح في وضع أفضل بكثير من الوضع الحالي”. وقال : بعض الاذكياء من محور الممانعة، يقولون إن إسرائيل لا تريد تطبيق الـ1701 لكننا جميعنا نعلم أنهم هم من لا يريدون تطبيقه”. واعتبر “أن الحكومة هي المسؤولة عن أعداد الشهداء في الجنوب وعن الشعب اللبناني لأن الشعب انتخب نوابا يمثلون الأكثرية ولم ينتخب حزب الله”. وقال :”الجنرال ميشال عون وضعنا في الجحيم الأول ومحور الممانعة يضعنا في جحيم آخر و”عم يغمقلنا”.
..والتيار يرد ايضا
وردّت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في “التيار الوطني الحر”، في بيان، على جعجع “المصرّ على إطلاق سهام حقده نحو (الرئيس السابق) العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر”، موضحة أنّ “لا جحيمَ صنعته إلا أنتَ بالتنطح لضرب موقع رئاسة الجمهورية وطعنها في الظهر، وبالسكوت عن النزوح السوري منذ ثلاثة عشر عامًا، والتطبيل للمنظمات الإرهابية، وبلبوس الخطاب المنعزل والمتطرّف والرهان على الخارج، وبالحنين للمغامرات الخطِرة الموهومة ولأحلام العودة الى زمن الميليشيات المسلحة لتسيطر مجدداً”.
وقالت “هذا إن لم نذكر مسيرتك الحافلة بضرب أي مسعى للتفاهم والممارسات الجهنمية التي أدخلت لبنان والمسيحيين إلى نفق ناضلنا طويلاً كي نخرج من مفاعيله، فاصمُت وعُد إلى ما تبقى من رُشدٍ لا رأفة بك شخصياً، بل بمن تمثل وبالبيئة المسيحية ولبنان”.