الرئيس بعد التسوية!
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
بات من المؤكد للمتابعين لمسار الميدان والتطورات على الساحة اللبنانية ان كافة الملفات السياسية مجمدة حاليا بانتظار وقف النار في غزة، وتاليا في الجنوب، وعودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين مجدداالذي يتواصل مباشرة مع رئيس المجلس النيابي بنبيه بري من دون وسيط، الى بيروت ، وهما متفقان، كما أفيد، على المرحلة المقبلة وطرق تحريكها كونهما يملكان كلمة السر والخطوط العريضة للحل وتطبيق القرار1701 مع تفهم اميركي لوجهة النظر اللبنانية.ما يعني تاليا ان في ظل هذه الاجواء الملف الرئاسي لن يشهد اي خرق قبل وقف النار في غزة. رغم ان الثنائي الشيعي يعلن عن عدم الربط بين ما يجري في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان والاستحقاق الرئاسي .هذا ما ابلغه بري الى هوكشتاين الذي تضمنت ورقته ضرورة اجراء انتخابات رئاسية قبل الانتخابات الاميركية. كون المنطقة مقبلة على مفاوضات كبرى تتطلب وجود رئيس للجمهورية دون الغوص في الاسماء .مع العلم ان هوكشتاين أبان زيارته الاخيرة اكد للمسؤولين اللبنانيين انه غير مكلف بالملف الرئاسي وبلاده لم تعين موفدا خاصا لمتابعة انتخابات رئاسة الجمهورية حتى الان. وان الملف يدار من قبل السفيرة الاميركية في لبنان.
عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي يقول لـ “المركزية” ان مجريات الاوضاع في البلاد ولّدت شبه قناعة داخلية وخارجية بوجود صعوبة لا بل استحالة في الفصل بين الملفين الرئاسي والعسكري ، خصوصا وان الجميع على دراية بأن التسوية المنتظرة بعد هدوء الميدان لا بد وان تلحظ دور لبنان المستقبلي والمواصفات المفترض توفرها برئيس الجمهورية لقيادة المرحلة الجديدة ، علما ان قد يكون للمحورين المتصارعين اليوم ولدول الخماسية الكلمة الاساس في رسم وصياغة المشهدية الجديدة للمنطقة ككل ، التي في رأيي لن تكون وليدة ايام واسابيع بل اشهر عديدة تمتد الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وتسلم الادارة الجديدة مهامها . اضافة يجب الا تسقط من الحسبان مواقف افرقاء الداخل الذين تبقى لهم القدرة اقله على العرقلة ان لم يكن تعطيل اي حل يتعارض مع توجهاتهم ولا يرضيهم. من هنا لطالما كان الرئيس العتيد للبلاد وليد توافقات خارجية تحظى بتأييد غالبية لبنانية مؤثرة وهو ما نفتقده اليوم.