مشاهير

بلدته جزّين ألهمته.. هكذا أصبح رامي رزق مرجعاً لصورة لبنان الجميلة

 
في ظل الأخبار البشعة المنتشرة عن لبنان، نعدّ محظوظين بفسحة الجمال والسحر التي يصرّ رامي رزق على منحنا إياها من خلال عدسته. سحرته طبيعة لبنان فبات إظهار جماله “شغله الشاغل”، إلى أن أصبح مرجعاً من خلال صور أقلّ ما يقال فيها إنها “تمجّد الخالق”.

دفعه حبّه لبلدته جزّين إلى دخول عالم التصوير بعدما كانت خلفيّته من عالم الحقوق، فأراد إظهار جمال طبيعتها من خلال صوره الخاصة، هو الذي كان يبحث عن أجمل اللقطات الخاصة بها عبر مصوّرين آخرين من مسكنه في بيروت.

وعن لجوئه إلى استخدام طائرة بدون طيار للتصوير الفوتوغرافي أي الـ”درون” في وقت لم تكن فيه بعد مشهورة في لبنان، يقول رزق في حديث لـ”لبنان 24″ إنه كان يمتلك مروحيات على سبيل التسلية فقرر تركيب كاميرا صغيرة عليها كي يصوّر لقطات من الجوّ، حتى هو لم يكن على علم بوجودها.

وعن إلهامه، أشار رزق إلى أن بيته في جزين قريب جداً من الشّلال  ولطالما كان معجباً بهذا المنظر الجمالي الذي يعتبره “يشبه لبنان بتنوعه، قائلاً: “حظي جميل بكوني من بلدة جزّين بالإضافة إلى أن طبيعة لبنان تدفع المرء إلى تصويرها بلقطات وأفكار جميلة”.

كما تحدث رزق عن الشق التقني من عمله، فقال إنه ينقسم لقسمين، الأول هو التصوير على الأرض، والثاني هو مرحلة ما بعد التصوير أي تحرير الصور من خلال تعديل الألوان إذا احتاج الأمر، لافتاً إلى أن كاميرته هي من نوع DJI Mavic 2 Pro، إلا أنه يشدد على أن المعدّات ليست هي ما يصنع صورة جميلة.

وأضاف: “طبيعة الصور التي ألتقطها ليست موّحدة، إذ ألتقط صوراً لمناظر طبيعية أو للمدن وأخرى هندسية مثل معرض رشيد كرامي وسطح مبنى مهنية الدكوانة”، مؤكداً أنه يحبّ تسليط الضوء على ما هو جميل في لبنان “لإظهار الصورة الجميلة التي نحبّ أن نراها عن بلدنا”.

وأكّد أن الصورة الجويّة لها عناصرها الخاصة تماماً كالصورة الملتقطة بكاميرا عادية، من خلال تركيبتها الناجحة عبر استخدام الإضاءة الصحيحة والزاوية المناسبة، بالإضافة إلى موهبة المصوّر من خلال الابتعاد عن النمطية والسعي دوماً لتقديم ما هو جديد للناس.

وفي هذا الإطار، كشف أن المشروع الذي يعتزّ به أكثر من غيره هو مجموعة الصور التي التقطها عن لبنان، قائلاً إن أصدقاءه الذين يريدون إظهار جمال البلاد لمعارفهم في الخارج يكتفون بالدخول إلى موقعه الإلكتروني، حتى بات مرجعاً لأجمل اللقطات من شمالي لبنان وصولاً إلى جنوبه.

واعتبر أن الأهمّ في أي مهنة، هو أن لا يكتفي المرء بما وصل إليه، بل أن يسعى دائماً للتطور وتحسين قدراته وأن يظلّ متواضعاً ويتعلّم من غيره، موضحاً أن نظرة المصوّر إلى ما يلتقطه قد تتبدّل وهو ما يحصل معه غالباً، إذ أن الصورة التي يراها الجميع على أنها متكاملة، قد يرى هو أن عوامل معيّنة تنقصها كي تصبح أجمل، معتبرا أنه “مش قنوع” ولكن هذا الأمر قد يكون في صالحه.

أما عن دخول الذكاء الإصطناعي عالم التصوير، فشدد رزق على أنه لا يحبّذ استخدامه بصورة دائمة لأنه يلغي المعنى الأساسي للصورة، لافتاً إلى أنه إذا استخدم المصوّر هذه الأدوات فلا بدّ له من ذكر ذلك مع الصورة لأنه لم يعد بمقدور الناس التمييز بين الصورة الحقيقية وتلك المعدّلة بالذكاء الإصطناعي.

وكشف أنه في العام المنصرم وتماماً مثل اليوم، كان من المفترض أن يطلق مع إحدى دور النشر كتاباً يضمّ صوراً التي التقطها عن لبنان، إلا أنه بسبب الحرب تأجل هذا المشروع على أن يبصر النور مع بداية العام 2025.

للظلمة والبشاعة أيدٍ ظاهرة وخفيّة تحاول الالتفاف على رقبة لبنان لإنزاله إلى أدنى قعر. ولكن الله يحبّ الجمال، وهذا الجمال الساحر بأيدٍ أمينة طالما أن عدسة رامي رزق موجودة.

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

زينة كرم – Zeina Karam

زر الذهاب إلى الأعلى