الأعراض التي تشير إلى مشاكل في الغدة الدرقية.. متى يجب استشارة الطبيب؟
تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً أساسياً في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية لجسم الإنسان.
عندما يحدث اضطراب في وظيفة هذه الغدة، قد تطرأ العديد من المشاكل الصحية التي إذا لم يتم معالجتها في الوقت المناسب، يمكن أن تتفاقم وتعرض صحتك للخطر.
تأتي أهمية الغدة الدرقية من كونها المسؤولة عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي، حيث تخبر كل خلية في الجسم بكمية الطاقة اللازمة لتحويل الغذاء إلى طاقة. تنتج الغدة الدرقية أربعة هرمونات رئيسية، ولكن هرموني T3 وT4 هما الأكثر أهمية.
يشكل T3، الذي ينظم عملية التمثيل الغذائي الخلوي، حوالي 20% من إنتاج الغدة، بينما يشكل T4 حوالي 80%.
عندما تعاني الغدة الدرقية من خلل في نشاطها، سواء كان فرطاً أو قصوراً في النشاط، فإن ذلك يؤثر سلباً على الصحة العامة.
فعلى سبيل المثال، يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى تباطؤ في نشاط الجسم مثل بطء ضربات القلب وزيادة الوزن والإمساك، بينما فرط نشاط الغدة قد يسبب سرعة ضربات القلب، ورعشة اليدين، وفقدان الوزن، وتورم في أطراف الأصابع.
الخامس والعشرون من أيار من كل عام هو يوم عالمي للتوعية بمخاطر الأمراض المتعلقة بالغدة الدرقية، نظراً لأهمية هذه الغدة في الصحة العامة.
قصور الغدة الدرقية، أو خمول الغدة الدرقية، يحدث عندما لا تنتج الغدة ما يكفي من الهرمونات، أو عندما لا يتم تحويل هرمونات T4 بالكامل إلى T3 النشطة.
يعاني المصابون بقصور الغدة من أعراض مثل التعب، وزيادة الوزن، وجفاف الجلد، وتساقط الشعر، بالإضافة إلى مشاكل في الدورة الشهرية عند النساء.
جمانة رشيد، وهي امرأة سورية تعيش في هولندا، عانت من فشل محاولات إنقاص وزنها رغم اتباعها حميات غذائية متعددة.
كان السبب في ذلك هو خمول الغدة الدرقية، مما أدى إلى زيادة وزنها إلى أكثر من 110 كيلوغرامات، واضطر الأطباء إلى إجراء عملية تغيير مسار المعدة كحل نهائي.
فرط نشاط الغدة الدرقية يحدث عندما تقوم الغدة بإفراز كميات زائدة من الهرمونات، مما يؤدي إلى تسريع وظائف الجسم.
من أعراض هذه الحالة سرعة ضربات القلب، ورعشة اليدين، وفقدان الوزن، وأحياناً جحوظ العينين.
كما يشرح أحمد حلمي، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري، أن علاج فرط نشاط الغدة يمكن أن يشمل تناول أدوية لتقليل إفراز الهرمونات أو العلاج باليود المشع، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر استئصال الغدة جراحياً.
مرض هاشيموتو هو حالة مناعية ذاتية تؤدي إلى مهاجمة جهاز المناعة للغدة الدرقية، مما يسبب تلفها بمرور الوقت.
يعاني المرضى من أعراض مشابهة لقصور الغدة الدرقية، وعادة ما يتطلب العلاج تناول أدوية بديلة للهرمونات مثل ليفوثيروكسين.
كوثر عبدالله، وهي امرأة من لندن، تتبع نظاماً غذائياً صارماً وتمارس الرياضة بانتظام لمحاولة التحكم في وزنها وأعراض خمول الغدة، لكنها لا تزال تعاني من التعب والعصبية الزائدة.
تؤثر بعض الأطعمة بشكل كبير على عمل الغدة الدرقية.
من الضروري تجنب الأطعمة التي تحتوي على فول الصويا، والخضروات الصليبية مثل البروكلي، والغلوتين، والأطعمة عالية الدهون والسكر.
يمكن لمريض الغدة الدرقية أن يعيش حياة صحية وطبيعية في حال الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي المناسب، ولكن من الضروري استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض جديدة أو مزعجة.
إن فهم طبيعة وظيفية الغدة الدرقية وأعراض اختلالها يمكن أن يساعد في التوجه نحو العلاج المناسب والتعامل مع المرض بشكل فعّال. (بي بي سي)