هل تبلغ لبنان شروط إسرائيلية جديدة لوقف النار؟
كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
تبدي مصادر ديبلوماسية تخوفها من قيام إسرائيل، بالتراجع عن النقاط التي تم الاتفاق عليها سابقا, بالمفاوضات التي قام بها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، بين لبنان وإسرائيل، لانهاء المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب لله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، واعادة الامن والاستقرار إلى هذه المنطقة، استنادا لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701، بعد الهجمات الإسرائيلية وعمليات القصف الجوي والاغتيالات التي استهدفت قياديين وكوادر اساسية في حزب لله وعلى راسهم الامين العام حسن نصرلله، وبداية توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية جنوبا، وتوسيع رقعة الاعتداءات والقصف المدفعي والصاروخي وتهجير سكان القرى الحدودية.
وتنفي المصادر ان يكون لبنان قد تبلغ عبر الاقنية الديبلوماسية، أي شروط اومطالب إسرائيلية جديدة مؤخرا، بالرغم من التصريحات والمواقف الصادرة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين، والتي تؤشر بوضوح إلى نوايا مبيتة، لاعادة النظر بما تم التوصل اليه سابقا، وتعبر بوضوح عن محاولة فرض شروط ومطالب جديدة، بعد المتغيرات الاخيرة، ولا سيما بمايتعلق بالترتيبات الامنية جنوب نهر الليطاني، والمسافة التي ينسحب منها مسلحو الحزب وسحب السلاح الحزبي منها، والالية المتشددة التي ستتبع لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701، لضمان عدم تكرار تجربة حزب الله تفريغه من مضمونه، والالتفاف عليه، واضعاف فاعليته، باستتباب الامن والاستقرار في المنطقة.
وتؤكد المصادر ان لبنان يتمسك بالنقاط التي تم التفاهم عليها بمهمة هوكشتاين، وهي التي كانت اساس الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية التي جرت مع العديد من مسؤولي الدول في نيويورك، بمشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدلله ابو حبيب، وارتكز عليها النداء الذي وجهته الولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا والاتحاد الاوروبي, لوقف اطلاق النار جنوبا، تمهيدا للتوصل إلى الاتفاق النهائي، لتثبيت الأمن والاستقرار بالمنطقة، ويسهل عودة السكان المدنيين إلى مناطقهم على جانبي الحدود، والذي رفض نتنياهو التجاوب مع هذا النداء، وتجاهله كليا، وامعن في تنفيذ المزيد من الاعتداءات والقصف وعمليات الاغتيال داخل الاراضي اللبنانية.
وتستبعد المصادر ان يعاد تحريك البحث في موضوع وقف اطلاق النار بين حزب لله وإسرائيل، واحياء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بوساطة اميركية قريبا، في خضم التصعيد العسكري الإسرائيلي جنوبا، واستمرار عمليات القصف الجوي داخل الاراضي اللبنانية واغتيال مزيد من المسؤولين بالحزب, في حين زادت عمليات الرد الإيراني على إسرائيل، انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران، ونصرالله في بيروت, التعقيدات والتداعيات السلبية على الخوض باي مفاوضات، قبل انحسار حدة المواجهة العسكرية بين ايران وإسرائيل، وبمعزل عن نتائجها وتداعياتها، وتفاهماتها التي تلوح بالافق.