عسيران: مشكلة الاقتصاد والنقد “سياسية بامتياز”
كتب أحمد منصور في “الانباء الكويتية”:
أبدى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي عسيران «ارتياحه لحراك سفراء اللجنة الخماسية وكتلة الاعتدال الوطني»، معتبرا «أنه مهم جدا»، آملا «الوصول إلى نهاية الطريق في ملف رئاسة الجمهورية وأن يتم انتخاب رئيس للبلاد حتى يشعر اللبنانيون بالطمأنينة لملء سدة الرئاسة بمن يناسب».
وأكد عسيران لـ «الأنباء»، «أن هذا التحرك منذ بدايته ما هو إلا لمصلحة لبنان، فهو يجمع القوى التي تريد استقرار لبنان شرقا وغربا، وتدعم وحدته الوطنية أيضا، التي تتجسد برئيس الجمهورية، متمنيا أن تستمر هذه اللجنة بدعم لبنان إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، لكي يستعيد هذا الوطن مكانته ويستطيع الوقوف مرة جديدة ليكون منارة في هذا المشرق». واعتبر أن مشكلة الاقتصاد والنقد في لبنان هي مشكلة سياسية بامتياز. وأشار إلى أن الجميع يعرف تماما ما حصل، ورأى أن استمرار الأزمة سيزيد من الانهيارات للمؤسسات العامة والخاصة والمصارف وغيرها، كما ستزداد المشاكل في البلاد أكثر وأكثر. ولفت عسيران إلى أن حريات الاقتصاد والنقد في لبنان هي جزء من الحريات العامة ومن حريات الأفراد التي امتاز بها لبنان، وهو ما استقطب الأموال في الخمسينيات والستينيات وبداية السبعينيات، لذا من الضروري إعادة هذا الاستقرار وإعادة ودائع الناس لإعادة الثقة في القطاع المصرفي، ففي المطلق الدولة هي المسؤولة عن أموال الشعب، بما في ذلك أموال الاغتراب اللبناني.
وأضاف «نحن في لبنان ومنذ ما يقارب الخمسين عاما نتحمل مشاكل المنطقة ووزر القضية الفلسطينية. ومؤخرا الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت سنة 2020 لابد أنه كان مدبرا من أعداء لبنان وعلى رأسهم إسرائيل، كل ذلك بهدف تدمير البنية الاقتصادية التي كانت في وقت من الأوقات بنية عظيمة جدا، حيث كان يملك لبنان مقومات تمكنه أن يتبوأ مكانة قيادية في هذا المشرق. وهنا أود أن أكرر ما أقوله دوما أن لبنان لا يمكن أن يعود إلى مكانته إلا بوحدة وطنية صادقة وبدولة تحفظ القانون والمؤسسات وبالتالي تحفظ حياة اللبنانيين. وردا على سؤال، أكد عسيران أنه منذ ما لا يقل عن خمسين عاما ولبنان يعاني من الاعتداءات الإسرائيلية، وقال: «ليس هذا بالجديد، فنحن ننتظر ونتوقع المزيد من السوء من إسرائيل ومن قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف الأعمى نظرا لطريقة تفكيرهم ومعاداتهم للإنسانية»، لافتا «إلى انه تبقى المخاوف من حرب إسرائيلية على لبنان، ورأى انه في حال حصولها ليس أمام اللبنانيين إلا مواجهة إسرائيل مهما كلف الأمر، فالإسرائيليون يعرفون تماما أن الجنوب ليس لقمة سهلة، ومهما عبثوا بأرضه وقراه فالجنوبي يبقى حالة مقاومة». وأضاف «أود أن أذكر بالإضرابات التي قامت في فلسطين عام 1936 بوجه المستعمر الإنجليزي، حيث كانت لها امتدادات في لبنان، خصوصا في الجنوب، حيث قامت أيضا الإضرابات بوجه الفرنسيين للمطالبة بالحقوق نتيجة زراعة التبغ. كما لابد من الإشارة إلى ما جرى في مؤتمر الحجير بداية العشرينيات، حيث كانت الدعوة لأن يكون لبنان جزءا من دنيا العرب. إذن ليس بالجديد على لبنان وعلى الجنوب مقاومة كل من يعتدي على هذا الوطن.
وندد عسيران بحرب الإبادة المستمرة في غزة، وأنها أمر مستهجن جدا، وتدل على فشل الدول الغربية.
وختاما، تمنى عسيران أن نشهد هدنة، لكنها من المتوقع ألا تكون طويلة، طالما انه لا يوجد حل أكيد للقضية الفلسطينية لإنهاء الصراع. إن فترات الاستقرار التي شهدناها في لبنان منذ القدم كانت دوما قصيرة، فلنتذكر تدمير الجيش المصري، وبعده تدمير الدول في هذا المشرق، لذا نأمل بهدنة قريبة وعودة الحس الإنساني للجميع لحماية الأطفال خصوصا الذين فقدوا أهلهم وحماية شعب متروك بكل معنى الكلمة.