هل يلقى لبنان مصير رفح؟
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت امس بتوسيع الحملة في الشمال، مؤكدًا “أننا سنزيد معدلات الهجمات ضد حزب الله”. وقال متوعدا حزب الله “سنصل إلى أي مكان يعمل فيه الحزب في بيروت ودمشق وأي مكان آخر”.
موقف غالانت أتى على وقع تكثيف الجيش الاسرائيلي وتيرة ضرباته ضد الحزب وقياداته، ليس فقط على الحدود، في المواجهات العسكرية، بل عبر عمليات امنية في الجنوب، من جهة، والغارات الجوية في سوريا من جهة اخرى.
الجمعة، استهدف الجيش الإسرائيلي صباحا سيارة في البازورية، واعلن أنّه قتل نائب قائد الوحدة الصاروخية في الحزب علي عبد الحسن نعيم.
قبل ذلك بساعات، اي فجر الجمعة، قتل عشرات العسكريين في غارات إسرائيلية على عدد من النقاط في ريف مدينة حلب، وفق ما أفادت وزارة الدفاع السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ما لا يقل عن “42 عسكريا سوريا”، 36 من قوات النظام و6 من حزب الله اللبناني، قتلوا بغارة جوية إسرائيلية استهدفت “محيط مستودعات صواريخ تابعة لحزب الله اللبناني” في ريف حلب في شمال سوريا. وأكد المرصد أن “هذه الحصيلة من القتلى من قوات النظام هي الأعلى” في غارة إسرائيلية في سوريا، منذ كثفت اسرائيل استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية إثر اندلاع الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر. وأشار المرصد إلى أن القصف الجوي الإسرائيلي استهدف كذلك، في السفيرة، المدينة الواقعة جنوبي شرق مدينة حلب، “معامل الدفاع التي كانت تابعة لوزارة الدفاع السورية قبل أن تسيطر عليها مجموعات إيرانية”. ليس بعيدا، أفادت “رويترز” نقلًا عن مصدرين أمنيين، بأن الضربات الإسرائيلية على حلب قتلت 5 من مقاتلي حزب الله.
مما تقدّم، يمكن القول ان اسرائيل تقرن تهديداتها بالافعال والضربات، وتطارد فعلا حزب الله من لبنان الى سوريا. وبحسب ما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية”، فإن المساعي الاميركية مستمرة لاقناع اسرائيل بالعدول عن خيار الحرب الشاملة على لبنان، لابعاد تهديد الحزب عن حدودها الشمالية، والذهاب في المقابل، نحو خيار العمليات الامنية المحددة، الموجعة للحزب والتي تكلّفه بشريا اذ تُفقده كوادره، كما انها تُضعف ايضا ترسانته العسكرية.
حتى الساعة، تل ابيب لم تقدّم اي جواب مريح للاميركيين في هذا الخصوص، وهي لا تزال تؤكد لواشنطن انه اذا لم يتراجع حزب الله الى شمال الليطاني بـ”الدبلوماسية”، فإن لا مفر من شن حرب لتحقيق هذا الهدف.
ووفق المصادر، يجب رصد ما سيفعله الاسرائيليون في رفح، حيث تبذل اميركا جهودا ايضا لمنع اسرائيل من الهجوم وتشجيعها على العمليات الامنية.. ومن غير المستبعد ان يكون المصير الذي ستلقاه رفح، هو نفسه الذي سيلقاه لبنان…