سياسة

“اليونيفيل”: جنودنا أصيبوا من دون تحذير

كتبت بولا أسطيح في “الشرق الاوسط”:

جُرح 3 مراقبين عسكريين تابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، ومترجم لبناني، بقصف طالهم خلال وجودهم في مهمة ميدانية عند الخط الأزرق في جنوب لبنان. وبينما نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجوم، أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن تل أبيب تقف خلف العملية، وأنه يتم التدقيق فيما إذا كانت تمت بقصف عبر مسيرة أو عبر المدفعية.

ورفضت القوات الدولية (اليونيفيل) كعادتها، الإشارة السريعة للطرف المعتدي. وقال الناطق باسمها في لبنان، أندريا تيننتي، إن العناصر «أصيبوا بجروح أثناء قيامهم بدورية راجلة على طول الخط الأزرق، عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم»، لافتاً إلى أنه «تم إجلاؤهم لتلقي العلاج الطبي». وإذ أشار إلى أن «مراقبي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة يدعمون (اليونيفيل) في تنفيذ ولايتها»، قال إن «(اليونيفيل) تحقق في أصل الانفجار». وشدد تيننتي في بيان، على وجوب «توفير السلامة والأمن لموظفي الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أنه «تقع على عاتق جميع الجهات الفاعلة بموجب القانون الإنساني الدولي مسؤولية ضمان الحماية لغير المقاتلين، بما في ذلك قوات حفظ السلام والصحافيون والعاملون بالمجال الطبي والمدنيون». ودعت «اليونيفيل»، «جميع الأطراف إلى وقف التبادل العنيف الحالي لإطلاق النار قبل أن يتعرض مزيد من الناس للأذى دون داعٍ».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أوضح تيننتي أن الضباط الـ3 في «حالة مستقرة، ومع ذلك، أصيب أحدهم بجروح خطيرة، ولا يزال في المستشفى، بينما عولج المترجم اللبناني المحلي والمراقبين الآخرين وأصبحوا خارج المستشفى».

وقال تيننتي: «لم يكن لدى قوات حفظ السلام التي تعرضت للقصف أي تحذير وقد أُخذت على حين غرة»، لافتاً إلى أنه «في الوقت الحالي، لا تتوافر معلومات مباشرة لتحديد مصدر النار، ولهذا السبب سنجري تحقيقاً شاملاً. ونظراً لخطورة الحادث، علينا التأكد من أن لدينا كل الحقائق قبل استخلاص النتائج».

وشدد تيننتي على أنه «بموجب القرار 1701، يتم تقاسم نتائج التحقيقات الفنية التي تجريها قوات (اليونيفيل) مع الأطراف المعنية فقط. وعادة لا يتم الإعلان عنها. لقد أطلقنا عشرات التحقيقات منذ 7 تشرين الأول في حوادث مختلفة. وهدفنا هو وقف تصعيد الوضع، ومن ثم فإننا نعالج القضايا محل الاهتمام بقوة وبشكل مباشر مع الأطراف نفسها».

وأكد مصدر أمني لبناني أن «إسرائيل هي التي تقف خلف العملية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التحقيقات جارية لتحديد طريقة الاستهداف، وما إذا كانت عبر طائرة مسيرة أو عبر سلاح المدفعية». وعدّ المصدر أنه «من الصعب أن تكون قد تمت العملية عن طريق الخطأ، باعتبار أن آلية هذه القوات معروفة، وتوجد هذه الآليات بشكل دائم في المنطقة، وهي معروفة من قبل الجميع وضمناً من الجانب الإسرائيلي».

زر الذهاب إلى الأعلى