سياسة

إسرائيل تتمادى.. وخشية مما تحيكه ضد لبنان

جاء في “الانباء الالكترونية”:

هي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها العدو الإسرائيلي قوات الأمم المتحدة في لبنان خلال حروبه واعتداءاته، وليست المرة الأولى التي تحاول فيها إسرائيل التنصل من فعلتها. فالغارة على آلية تابعة لليونيفل بالقرب من بلدة رميش كانت واضحة للعيان ولا تحتاج الى إثبات، مثلها مثل العشرات من استهدافات العدو المتعمدة لطواقم الأونروا ومراكزها في غزة وللهيئات الدولية العاملة في القطاع.

مصادر سياسية استغربت الهجوم على اليونيفيل رغم قناعتها بأن إسرائيل لا تتورع عن ارتكاب أي شيء انطلاقاً من طبيعتها الإجرامية، ورأت فيه مؤشراً خطيراً لإنهاء مفاعيل القرار 1701. ودعت الحكومة اللبنانية الى التحرك قبل فوات الآوان “لأن إبطال مفاعيل القرار يحرم  لبنان حقه في تثبيت حدوده الجنوبية بموازاة الخط الأزرق”، وطالبت أصدقاء لبنان بذل أقصى ما يمكن لتنفيذ القرار وإجبار اسرائيل على الالتزام به وتعزيز دور الجيش وقوات اليونيفيل في ضبط الحدود.

أما في المواقف، فقد لفت النائب السابق عاصم عراجي في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية إلى “نوايا اسرائيل العدوانية المبيتة ضد لبنان في محاولة مكشوفة لجر حزب الله إلى حرب موّسعة قد ينتج عنها دمار كبير”، متمنياً على حزب الله “عدم التصعيد وإفشال المخطط الإسرائيلي بالهجوم على لبنان”، معتبرًا أن “الهدف من توسيع الهجمات الإسرائيلية لتصل إلى بعلبك وبوداي واستهداف مركز الإسعاف في الهبارية جر لبنان الى مشكلة كبيرة، فهُم يخططون لضربة كبيرة، وما يؤشر لذلك ضربهم بعرض الحائط قرار مجلس الأمن الداعي لوقف فوري لإطلاق النار”.

ورأى عراجي أن “العرب قدّموا لإسرائيل كل شيء ولم يأخذوا منها سوى القتل والدمار والاعتداءات المتكررة. ففي العام 2002 طرح الملك عبدالله بن عبد العزيز المبادرة الشهيرة، فماذا كانت النتيجة؟ محاصرة ياسر عرفات في رام الله وتقويض السلطة الفلسطينية ومحاصرة غزة. اليوم نحن أمام حكومة متطرفة لا تقيم وزناً لكل الأعراف الدولية، وما زال قادة العدو يحلمون بإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل وبشرق أوسط جديد بزعامتهم”، متخوفاً في الوقت نفسه من “تسوية تحت الطاولة أبطالها أميركا وإسرائيل وإيران، فالمؤامرة مستمرة منذ عهد الرئيس باراك أوباما والاتفاق على الملف النووي مع إيران، وما نشهده اليوم هو احد فصولها”.

عراجي اعتبر أن “أميركا والمجتمع الغربي لا يهمهم سوى النفط والغاز، وآخر همهم ما يجري في فلسطين وفي لبنان”، داعياً المشككين للتأمل بما حصل في العراق وفي سوريا وفي لبنان والسودان والصومال وغيرها من الدول العربية التي تعيش اوضاعاً مأساوية مشابهة، لكي يحصلوا على الجواب اليقين.

وبكل الأحوال، الخوف يبقى قائما ومشروعا من تمادي إسرائيل في عدوانها، ورفع مستوى ضرباتها، خاصة وأن كل ما فعلته في غزة لم يلقَ موقفا دوليا بحجم الأهوال والفظاعات التي ارتكبتها. ولبنان بكل تأكيد لن يجد من يردع عنه هكذا سيناريو بحال حصوله.

زر الذهاب إلى الأعلى