سياسة

غادة أيوب: لن يكون للبنان رئيسٌ… إلا إذا!

كتب أحمد منصور في “الأنباء” الكويتية:

أكدت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غادة أيوب، أن الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، هو الذي يوقف الانهيار في الدولة اللبنانية ومؤسساتها، ويعيد انتظامها، لأنه في حال حصول أي مفاوضات، أو قضايا أو شؤون أخرى لإنقاذ لبنان، توجب وجود رئيس للبلاد، «معتبرة أنه بعد ذلك يمكننا الذهاب إلى حوار، حول الإستراتيجية الدفاعية، أو أي ملف أو موضوع آخر محط نزاع بين اللبنانيين، كقرار الحرب والسلم، وأما الكلام اليوم عن أي حل يجب أن يمر بطاولة حوار خلافا لما ينص عليه الدستور، سيبقى يواجه بالرفض مهما كانت صورته، ومن أي جهة أتت هذه الدعوة.

ورحّبت أيوب في تصريح لـ”الأنباء”، بالمساعي والمبادرات الدولية تجاه لبنان، وقالت: «إن كل خطوة لتقريب وجهات النظر في لبنان، نحو انتخاب رئيس للجمهورية، وفقا للمعايير والمبادئ، التي توافقت عليها اللجنة الخماسية، وفي الداخل اللبناني، انطلاقا من الآلية التي ينص عليها الدستور، بالتأكيد مرحب بها، لكن فعليا طالما ان هناك فريقا سياسيا يستفرد بالقرار، سواء في الحرب او السلم، أو بمرشح للرئاسة ولا يريد ان يتخلى عنه، وفق معيار واحد، وهو حماية ظهر المقاومة، ستبقى عملية مخاض رئاسة الجمهورية في المجهول، لأن هذا الفريق يناقض المصلحة الوطنية، إذ يربط مصير لبنان بمصير غزة، والشؤون الداخلية اللبنانية بأجندات خارجية لا توصلنا إلى رئيس صنع في لبنان».

وردا على سؤال، اعتبرت أيوب أن الأسماء التي تطرح كمرشحين لرئاسة الجمهورية، لم تدخل العد التنازلي للمرحلة النهائية، بغض النظر عن إمكانية وصولها أو تبنيها، ربطا بموقف الفريق الآخر عن الاصرار على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية حصرا.

وقالت: «هذا الفريق، الذي امتنع عن حضور لقاء بكركي، للأسف يعلن ويجاهر أن ليس هناك انتخابات رئاسية، إلا عند انتهاء الحرب في غزة، لذلك فان هذا الربط يظلل كل المواقف والحركة السياسية، والدليل أن اللجنة الخماسية جمدت لقاءاتها ومشاوراتها إلى ما بعد عيد الفطر، لذلك لا أرى هناك اي بوادر حلحلة لموضوع الرئاسة، في ظل هذا التشبث بالرأي والإلتزام بأجندة «الحزب» فقط وليس بالأجندة اللبنانية».

وأبدت أيوب عدم ارتياحها لتعليق الاستحقاقات الدستورية والقانونية والديموقراطية، والدليل على ذلك إرجاء الانتخابات البلدية والاختيارية، معتبرة أنهم يفتشون على أسباب عدّة لتأجيلها، وأكدت أن عدم اللجوء إلى الديموقراطية والخوف منها، سواء في انتخاب رئيس للجمهورية، عبر الدعوة إلى فتح مجلس النواب وعقد جلسة واحدة وعلى دورات متتالية، أو الانتخابات البلدية والاختيارية عبر إرجائها في كل المناطق اللبنانية وإعطاء استثناءات وتأجيلها في المناطق الحدودية، هذا دليل على وجود قرار، إما اخضاع الدولة ومؤسساتها وكل من يؤمن بها، وإما أن يكون الفراغ هو سيد الموقف».

وعما إذا كان هناك من حلول دولية او خارجية للأزمة اللبنانية، رأت أيوب أنه مهما كانت الحلول والطروحات الدولية أو الخارجية، لن تعطي ثمارها، ومنها المبادرة الفرنسية، التي تحدثت عن نواف سلام وسليمان فرنجية وغيرهما..، لكن أيوب أشارت إلى أنه مهما كانت اقتراحات الدول، فقد ثبت فعليا ألا يمكنهم فرض علينا أي رئيس.. مهما كانت التحديات..!

وشدّدت في معرض ردها على سؤال أنه لا خوف على لبنان، لبنان السيادة والوحدة الوطنية والعيش المشترك. وأكدت «أن الصراع والخلاف في لبنان ليس مسلما – مسيحيا، بل هو مع من يريد لبنان وشكله، الذي يحمي العيش المشترك، وبين من يريد إخضاع لبنان إلى محور الدمار والحروب والفتن الطائفية والمذهبية».

وأشارت إلى أنها من هذا المنطلق، ليس لديها أي خوف على لبنان، لأن هناك الكثر من شركائنا في الوطن، ومن كل الطوائف، يتمسّكون بصيغة لبنان العيش المشترك، ولبنان الرسالة، و”نحن نريد أن نسمع صوتنا في هذا المجال إلى الخارج ليعلموا ألا يمكنهم تجاوز هذه الصيغة، وأن يفرضوا علينا في أي صفقة من الصفقات او المقايضات أمر واقع جديد، على الرغم من ان المعركة والمواجهة والتحديات كبيرة، لكن ليست لدرجة ان يفرض علينا وصاية جديدة، كما فرضت الوصاية السورية في مرحلة من المراحل”.

واستغربت أيوب الكلام عن الدعوة إلى إجراء الامتحانات الرسمية في موعدها، مع امتحانات استثنائية للجنوب، وسألت كيف ستكون هذه الامتحانات في ظل ظروف نفسية صعبة لدى التلاميذ، الذين يتعرّضون للمخاطر المتعددة في الجنوب، معتبرة أن المعايير غير واضحة، إذ ان الانتخابات لا تتطلب أي درس أو تركيز. ورأت أنهم يخافون من تطبيق الدستور والقانون، ومن استفتاء الشعب اللبناني، سواء في انتخابات نيابية او رئاسية او بلدية، لأنهم لا يريدون سماع صوت الشعب اللبناني الرافض لمسارهم وانخراطهم في حروب، لم تجلب إلى لبنان سوى الدمار والعزلة.

زر الذهاب إلى الأعلى