خطة اميركية لدوزنة هجوم رفح: تتقيد به تل ابيب وإلا!
كتبت لورا يمين في “المركزية”:
شكّك وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في إمكان شن إسرائيل هجوما على رفح قبل إجراء محادثات مقرّرة الأسبوع المقبل مع واشنطن، التي تعبّر منذ اسابيع، عن مخاوف من تداعيات عملية عسكرية في المدينة المكتظة. واوضح وزير الخارجية الأميركية ان اسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة بموعد لعملية عسكرية في رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وإن وفدا إسرائيليا سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للاستماع إلى هواجس لدى الولايات المتحدة بهذا الصدد.
وخلال مؤتمر صحافي في واشنطن الى جانب نظيره البريطاني ديفيد كامرون، قال بلينكن “لا أتوقع أي تحرّك قبل تلك المحادثات، في هذا الصدد، لا أرى شيئا وشيكا”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستشدد مجدّدا على أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح ستكون “في غاية الخطورة على المدنيين”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الاثنين إنه تم تحديد موعد الاجتياح الإسرائيلي لرفح، من دون الكشف عن هذا الموعد. أضاف “تلقيت اليوم (الاثنين) تقريرا مفصلا عن المحادثات في القاهرة، ونحن نعمل دون كلل لتحقيق أهدافنا، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع رهائننا وتحقيق النصر التام على حماس”. وتابع “هذا النصر يتطلب الدخول إلى رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك. سيحدث ذلك. جرى تحديد موعد”.
عشية هذا الموقف، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا الانسحاب يأتي في إطار الاستعدادات لعملية برية في مدينة رفح، مشيرة الى ان انسحاب الفرقة 98 من خان يونس هو للتحضير لعملية في رفح.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذا الهجوم مستبعد قبل ان تحصل اللقاءات الاميركية – الاسرائيلية في قابل الايام. وفي الانتظار، ستحاول واشنطن ان تدفع مفاوضات القاهرة قدما، مع ان نجاح هذه المحادثات، في التوصل الى اتفاق هدنة بين حماس وتل ابيب، يبدو مستبعدا حتى الساعة.
الادارة الاميركية ستلعب هذه الورقة، لتأخير العملية الاسرائيلية ضد رفح، لكن في حال فشلت، فإن الخيار الآخر الذي ستلجأ اليه، هو الاتفاق مع الوفد الاسرائيلي الذي سيتوجه الى واشنطن، على كل تفاصيل الهجوم المرتقب. وهنا، ستسعى واشنطن الى دوزنته والى حصره عسكريا الى اقصى الحدود. فهي ستتفق مع الجيش الاسرائيلي على بنك اهداف محدد وستضع خطة معه لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين، وستطلب من تل ابيب التقيّد بهذه الخطة فعليا. اما اذا لم تفعل، فسيكون للادارة الاميركية كلام آخر مع اسرائيل سيما على صعيد دعمها عسكريا، تختم المصادر.