سياسة

كتاب من “الأحرار” إلى الراعي… هذا ما جاء فيه

تسلم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من الأمين العام لحزب “الوطنيين الأحرار”، فرنسوا زعتر، وبطلب من رئيس الحزب النائب كميل شمعون، كتابًا يتعلق بموقف الحزب من الوجود السوري في لبنان.

وجاء في الكتاب، وفق بيان صدر عن “الوطنيين الأحرار”: “صاحب الغبطة والنيافة، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى… بعد التماس بركتكم الأبوية، نتوجه الى مقامكم، بما نكُنّهُ من احترامٍ وتقدير لمواقفكم الوطنية، ولما لكلمتكم من اصداءْ مسموعة في دوائر الكرسي الرسولي وفي المحافل الدولية وعواصم القرار”.

وأضاف الكتاب: “غنيٌّ عن القول بأن موجات النزوح السوري وانفلاشه الغير مُنظّم في لبنان، تسبّبت منذ 2011 بتداعيات خطيرة على صُعُدِ الأمن والاقتصاد والتعليم والصحة والبيئة وسوق العمل والخدمات والتوازن الاجتماعي والبنية التحتية وسواها…، وقد تفاقمت تدريجاً إلى أزمة دولية، مع الهجرة الغير شرعية من لبنان الى العديد من البلدان الأوروبية، مع ما تحمله من مخاطر وعواقب حتمية مُتصاعدة، ناهيك باستغلال العصابات الدولية والمنظمة لجزء من هؤلاء النازحين في الجرائم العابرة للحدود. فضلاً عن إساءة استخدام المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي للنازحين وتحويرها عن غاياتها الإنسانية”.

وتابع: “في الواقع ان لبنان ليس بلد لجوء، فهو بلد شديد الكثافة السكانية أصلاً بحيث يعيش سكانه المقيمين البالغ عددهم 5.2 مليون نسمة على مساحة 10,452 كلم٢، وبالتالي فإن وجود ما يِقارب 2.6 مليون لاجىء سوري على أرضه، اي ما يعادل 50% من سكانه، بشكل غير منتظم، مُضافاً إلى أزمة اللاجئين الفلسطينيين وسواهم من الأجانب المقيمين بغالبيتهم بطريقة غير شرعية، يؤدي حكماً إلى نتائج كارثية عليه؛ بينما نرى ان مساحة سوريا تبلغ 185.180 كم2 ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، في وقتٍ فاقت مساحة المناطق الآمنة فيها أضعاف مساحة لبنان!.

وأردف: “نتقدم من غبطتكم بهذا المقترح الجاد، سعياً لوضع حدٍّ لوجود اللاجئين السوريين بما يشكله من خطرٍ حقيقي، وذلك من خلال “التعويل على المجتمع الدولي، الذي عليه ان يعي بإن موقفه الداعم لبقاء اللاجئين السوريين في لبنان يُرتب عليه مسؤولية الانعكاسات السلبية لهذا اللجوء، وبالتالي فإن الحل الشامل لهذه الأزمة الخطيرة من قبل الدول المعنيّة والمؤثرة هو أمرٌ ملِّحٌ لما يمكن ان تنطوي عليه من فتنٍ وعملياتٍ ارهابية ومخاطر وعدم استقرار في المجتمع اللبناني خاصةً والدولي عامةً”.

وأشار إلى إنه “ومع تقديرنا للظروف الإنسانية والأمنية، نشير إلى ان التذرع بها ليس دائماً في محله. لذا، وفي أقصى الحالات فإن المجتمع الدولي مدعو اليوم إلى إنشاء منطقة آمنة على الأراضي السورية Secured no- flight zone area تصل مساحتها لغاية خمسة الاف كلم٢، وبناء مساكن ومدارس ومستشفيات وسائر البنى التحتية والفوقية عليها، بما يضمن استيعاب كافة النازحين السوريين الذين تتعذر فعلاً عودتهم الآمنة إلى ديارهم، وتقديم المساعدات بما يؤمنُ حياةً كريمة لهم”.

وختم الكتاب: “الشروع حالاً بضبط اماكن تواجدهم وتسجيلهم ووضع الآلية اللازمة تسهيلاً لعملية نقلهم بأسرع وقت ممكن إلى المنطقة الآمنة المطلوبة”.

زر الذهاب إلى الأعلى