بحث حماس عن مقر جديد: دليل على قرارها مواصلة القتال
كتبت لورا يمين في “المركزية”:
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، إن “الاحتلال يرفض أن تكون تركيا وروسيا من الدول الضامنة لأي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”. وأوضح هنية في حديث مع وكالة الأناضول التركية “أكدنا على مواطن المرونة التي أظهرتها الحركة خلال الشهور الماضية من خلال المفاوضات، ولكن التعنت ظل صفة لازمة للموقف الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن تل أبيب “تتحمل مسؤولية تعثر المفاوضات وعدم التوصل لاتفاق، وكذلك الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل؛ سواء على صعيد المباحثات أو عبر إعطاء الغطاء لاستمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة”.
وعبر هنية عن تقديره لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن غزة، مؤكداً أنها محل احترام وتقدير من الحركة ومن الشعب الفلسطيني.
وفي وقت سابق السبت، التقى الرئيس أردوغان مع هنية في قصر “دولمة بهجة” في إسطنبول، وبحثا “الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة”.
قبيل زيارة هنية الى تركيا، كثرت المعلومات عن ميل لدى قيادات حماس لمغادرة قطر بعد ان باتت الاخيرة تشعر ان الحركة لا تتعاون مع وساطاتها لوقف الحرب في غزة. وقد قالت الدوحة، الأربعاء، إن “المفاوضات تمر بمرحلة حساسة”، وأنها “تعيد تقييم دورها كوسيط”، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها من قبل من يسعون إلى “مصالح سياسية ضيقة”.
حتى الساعة، وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، خيار التخلي القطري عن دور الوسيط لا يزال بعيدا نوعا ما، وهو لن يحصل في القريب العاجل. لكن وفق المصادر، ارادت حماس، التي لا اصدقاء “كبار” لها على الساحة الاقليمية او الدولية، باستثناء ايران وقطر وتركيا، ان تبدأ بالتحضير للأسوأ. فماذا لو تخلّت عنها الدوحة مثلا ؟ الاخيرة لن تنتظر الى ما لا نهاية. واذا كانت تل ابيب تعقّد مساعيها فإن حماس غير مقصّرة ايضا في ذلك، بل تضع ايضا شروطا تعجيزية.
وبطبيعة الحال، اذا بقيت الحركة تحبط جهود التهدئة بما يضرب صورة قطر على الصعيد الدولي، فإن الدوحة ستقابل هذا السلوك بسلوك مماثل حيث قد توقف وساطتها وتعري حماس من غطائها وتطلب منها مغادرة اراضيها.
ويبقى ان الاخطر في مسارعة هنية الى البحث عن وسيط آخر وملجأ آخر، هي انها تدل على ان لا نية حتى اللحظة لدى حماس، بتسهيل مفاوضات وقف النار، تختم المصادر.